للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وإن أمرَ بغيرِه، فإنَّ عليه وزرًا" (١).

٣١ - باب النَّصيحة للإمام

٤١٩٧ - أخبرنا محمد بنُ منصور قال: حدَّثنا سفيان قال: سألتُ سهيل بنَ أبي صالح، قلتُ: حدَّثنا (٢) عَمرٌو، عن القَعْقاع، عن أبيك، قال: أنا سمِعْتُه من الَّذي حدَّث أبي، حدّثه رجلٌ من أهل الشَّام يُقال له: عطاء بن يزيد

عن تميم الدَّاريِّ قال: قال رسول الله : "إنَّما الدِّينُ النَّصيحة" قالوا: لِمَنْ يا رسول الله؟ قال: "اللَّهِ، ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامَّتهم" (٣).


(١) إسناده صحيح، شعيب: هو ابن أبي حمزة، وأبو الزِّناد: هو عبد الله بن ذكوان، وعبد الرحمن الأعرج: هو ابن هُرْمُز. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (٧٧٧١) و (٨٦٩٨).
وأخرجه البخاري (٢٩٥٧) عن أبي اليمان، عن شعيب، بهذا الإسناد. وفيه زيادة في أوله.
وأخرجه أحمد (١٠٧٧٧)، ومسلم (١٨٤١)، وأبو داود (٢٧٥٧) من طرق عن أبي الزناد، به.
قال السِّندي: قوله: "جُنَّة" أي: كالتُّرْس، قال القرطبي: أي: يقتدى برأيه ونظره في الأمور العظام والوقائع الخطيرة، ولا يتقدَّم على رأيه ولا ينفرد دونه بأمر."يقاتل من ورائه" قيل: المراد أنه يقاتل قُدَّامه، فـ "وراء" هاهنا بمعنى: أمام، ولا يترك يباشر القتال بنفسه؛ لما فيه من تعرُّضه للهلاك، وفيه هلاك الكل. قلت: وهذا لا يناسب التشبيه بالجُنَّة، مع كونه خلاف ظاهر اللفظ في نفسه، فالوجه أنَّ المراد أنه يقاتل على وفق رأيه وأمره، ولا يخالف عليه في القتال، فصار كأنهم خلفه في القتال، والله أعلم. "ويُتَّقى به" أي: يُعتصم برأيه، أو يلتجئ إليه من يحتاج إلى ذلك.
(٢) الذي في "السنن الكبرى" للمصنِّف (٨٧٠٠): حديثًا حدَّثنا.
(٣) إسناداه صحيحان والإسناد الأول: يرويه سفيان -وهو ابن عيينة- عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد، عن تميم الداري. والإسناد الثاني: يرويه سفيان بن عُيينة، عن =