وجمع بينهما ابن حبان بإثر الحديث (٣٢٠٨) بأن جعل الخبرين في وقتين متغايرين، فجعلَ إثباتَ صلاته ﷺ في الكعبة يومَ الفتح، وجعلَ نفيَ الصلاة فيها في حجَّته ﷺ، قال ابن حجر: "وهذا جمع حسن، لكن تعقَّبه النووي بأنه لا خلاف أنه ﷺ دخل في يوم الفتح، لا في حجة الوداع". وفي قوله في الحديث: "ثم خرجَ فصلَّى خلف المقام ركعتَيْن"، مخالفةٌ لما سلفَ قبله من قوله: ثم خرجَ فصلَّى ركعتين في وَجْه الكعبة، ولِما سيأتي أيضًا في الحديث (٢٩١٧) أنه لمَّا خرجَ ركعَ ركعتَيْن في قُبُل الكعبة، وأمَّا صلاتُه ﷺ خلف المقام ركعتين فقد كانت في حجَّته ﷺ. (١) عليها علامة الصحة في هامش (ك)، وجاء فيها وفي هامش (هـ) والمطبوع: يقوِّي. (٢) إسناده صحيح، ابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وابن أبي سليمان: هو عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزميّ، وعطاء: هو ابن أبي رَبَاح، وابن الزُّبير: هو عبدُ الله. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٣٨٧٩). وأخرجه مسلم (١٣٣٣): (٤٠٢) عن هنّاد بن السَّرِيّ، بهذا الإسناد، مطولًا بخبر هدم ابن الزبير البيت وإعادة بنائه ثم نقض عبد الملك بن مروان لذلك. وأخرجه أحمد (٢٥٤٦٣) و (٢٥٤٦٦)، ومسلم (١٣٣٣): (٤٠١)، وابن حبان (٣٨١٨) =