للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٥ - باب توبة المرتدِّ

٤٠٦٨ - أخبرنا محمد بنُ عبد الله بن بزَيعٍ قال: حَدَّثَنَا يزيد - وهو ابن زُرَيعٍ - قال: أخبرنا داود، عن عكرمةَ

عن ابن عبَّاس قال: كان رجلٌ من الأنصار أسلَمَ، ثُمَّ ارتَدَّ، ولَحِقَ بدارِ الشِّرك (١)، ثُمَّ نَدِمَ (٢)، فأرسلَ إلى قومِه: سَلوا لي رسولَ الله : هل لي من توبة؟ فجاءَ قومُه إلى رسول الله فقالوا: إنَّ فلانًا قد نَدِمَ، وإنَّه أَمَرَنا أن نسألَكَ: هل له من توبة؟ فنزلت: ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ﴾ [آل عمران: ٨٦] إلى قوله: ﴿غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [آل عمران: ٨٩]. فأرسل إليه فأسلم (٣).


= وأخرجه أبو داود (٢٦٨٣) و (٤٣٥٩) عن عثمان بن أبي شيبة، عن أحمد بن مفضل، بهذا الإسناد.
قال السِّندي: قوله: "أمَّنَ" من التأمين، أو الإيمان. "عاصِف" أي: ريح شديد. "اختبأ" - بهمزة - أي: اختفى. "أما فيكم رجلٌ رشيد" أي: فَطِن لصواب الحكم. وفيه أنَّ التوبة عن الكفر في حياته كانت موقوفةً على رضاه ، وأنَّ الذي ارتدَّ وآذاه إذا آمن سقط قتله، وهذا ربما يؤيِّد القول أنَّ قتْلَ السَّابِّ للارتدادِ لا للحدِّ، والله أعلم. أن يكون له خائنةُ أَعْيُن" قال الخطَّابي: هو أن يُضمِرَ في قلبه غيرَ ما يُظهره للناس، فإذا كفَّ لسانه، وأومأ بعينه إلى ذلك، فقد خان، وقد كان ظهورُ تلك الخيانة من قبيل عينه، فسُمِّيت خائنة الأعيُن.
(١) في (ك) و (هـ): ولحق بالشرك.
(٢) في (هـ) ونسخة في (ك): تندم، وعلى هامشها كما أثبت.
(٣) إسناده صحيح، داود: هو ابن أبي هند، وعكرمة: هو مولى ابن عباس. وهو في "السنن الكبرى" برقم (٣٥١٧) و (١٠٩٩٩).
وأخرجه ابن حبان (٤٤٧٧) من طريق بشر بن معاذ، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.
وأخرجه - بنحوه - أحمد (٢٢١٨) عن علي بن عاصم، عن داود بن أبي هند، به.