وأخرجه أبو داود (١٧٣٩) عن هشام بن بَهْرَام، بهذا الإسناد، مختصرًا بلفظ: أنَّ رسول الله ﷺ وَفَّتَ لأهل العراقِ ذَاتَ عِرْق. ونقل ابن عديّ في "الكامل" ٢/ ١١٠ (ترجمة أفلح بن حُميد) عن ابن صاعد أنَّ الإمام أحمد كان يُنكر على أفلح هذا الحديث، ثم قال ابن عدي: وهذا الحديث يتفرَّدُ به مُعافى عنه، وإنكارُ أحمدَ على أفلحَ في هذا الحديث قوله: "ولأهل العراق ذات عِرْق"، ولم يُنكر الباقي من إسناده ومتنه شيئًا. اهـ. ونقل الذَّهبي في "الميزان" ١/ ٢٦٢ بعض كلام ابن عدي، ثم قال: هو صحيح غريب. ورَوَى مسلم (١١٨٣) من طريق أبي الزُّبير أنه سمع جابرَ بنَ عبد الله يُسألُ عن المُهَلّ، فقال: سمعتُ، أحْسَبُه رفعَ إلى النبي ﷺ، فقال: "مُهَلُّ أهل المدينة … " بنحو حديث عائشة؛ قال النووي في "شرح صحيح مسلم" ٨/ ٨١: لكنه غير ثابت لعدم جزمه برفعه. اهـ. ورُوِيَ أيضًا من حديث ابن عُمر وابن عَمرو عند أحمد (٥٤٩٢) و (٦٦٩٧)، ورُوي أيضًا من أحاديث أُخَر لا يخلو كلٌّ منها من مقال، وينظر "التمييز" لمسلم ص ٢١٢ - ٢١٤، والتعليق على حديث "المسند" (٥٤٩٢). والصحيح في مُهَلِّ أهل العراق هو ما رواه البخاري (١٥٣١) عن ابن عمر، أن الذي حدَّ لهم ذاتَ عِرْق هو عمرُ بن الخطاب ﵁. وسيأتي الحديث من طريق أبي هاشم محمد بن علي، عن المُعافَي بن عمران، به برقم (٢٦٥٦). =