وأخرج الترمذي (١٦٦٦)، وابنُ ماجه (٢٧٦٣) من طريق الوليد بن مسلم، عن إسماعيل بن رافع، عن سُميّ، به، قال ﷺ (واللفظ للترمذي): "مَنْ لَقِيَ الله بغير أثرٍ من جهادٍ، لَقِيَ الله وفيه ثُلْمَةٌ". قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث الوليد بن مسلم، عن إسماعيل بن رافع، وإسماعيل بن رافع قد ضعَّفه بعض أصحاب الحديث، وسمعت محمدًا يقول: هو ثقةٌ مُقارب الحديث. وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ. قال السندي: قوله: "ولم يُحدِّث نفسَه" منَ التَّحديث، قيل: بأن يقول في نفسه: يا ليتني كنتُ غازيًا. أو المراد: ولم يَنوِ الجهاد، وعلامتُه إعدادُ الآلات. قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً﴾، "شُعْبَة" بضمٍّ فسكون، قيل: أَشْبَهَ المنافقين المتَخلِّفين عن الجهاد في وَصف التَّخلّف، ولعله مخصوصٌ بوقته ﷺ كما رُوي عن ابن المبارك، والله أعلم. (١) في هامش (هـ): نفوسهم (نسخة). (٢) في (ر) و (م): أن. (٣) إسناده صحيح، ابن عُفير: هو سعيد بن كثير بن عُفير، وقد يُنسب إلى جدّه، واللَّيث: هو ابن سَعْد، وابنُ مسافر: هو عبد الرَّحمن بن خالد، وابنُ شهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٤٢٩١). =