للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[١٥ - باب استخلاف الإمام إذا غاب]

٧٩٣ - أخبرنا أحمدُ بنُ عَبْدة، عن حَمَّاد بنِ زيد -ثم ذكر كلمةً معناها- قال: حدَّثنا أبو حازم قال سَهْلُ بنُ سَعْد: كان قتالٌ بين بني عَمْرِو بنِ عَوْف، فبلغَ ذلك النبيَّ ، فصلَّى الظُّهر، ثم أتاهُم لِيُصلِحَ بينَهم، ثم قال لبلال: "يا بلال، إذا حَضَرَ العَصْرُ (١) ولم آتِ، فمُرْ أبا بكر فلْيُصَلِّ بالنَّاس". فلمَّا حَضَرَتْ، أذَّنَ بلالٌ ثم أقامَ، فقال لأبي بكر : تَقَدَّمْ، فتقدَّمَ أبو بكر، فدخلَ في الصَّلاة، ثم جاءَ رسولُ الله ، فجعلَ يَشُقُّ النَّاسَ حتَّى قامَ خلفَ أبي بكر، وصَفَّحَ القوم، وكان أبو بكر إذا دخلَ في الصَّلاة لم يلتفت، فلمَّا رأى أبو بكر التّصفيحَ لا يُمْسَكُ عنه؛ التفت، فأَوْمَأَ إليه رسولُ الله بيده، فحَمِدَ اللهَ ﷿ على قولِ رسولِ الله له اِمْضِهْ، ثم مشى أبو بكر القَهْقَرَى على عَقِبَيْه فتأخَّر (٢)، فلمَّا رأى ذلك رسولُ الله تقدَّمَ فصلَّى بالنَّاس، فلمَّا قَضَى صلاتَه قال: "يا أبا بَكْر، ما مَنعَكَ إِذ أَوْمَأْتُ إليك أنْ لا تكونَ مضَيْتَ؟ " فقال: لم يكُن لابنِ أبي قُحافةَ أَنْ يَؤُمَّ رسولَ الله . وقال للنَّاس: "إذا نابَكُمْ شيءٌ فليُسَبِّحِ الرِّجالُ، وليُصَفِّحِ النِّساء" (٣).


= "الفتح" لابن حجر ٢/ ١٢١ - ١٢٢.
وسيأتي الحديث من طريق يونس عن الزهري، برقم (٨٠٩).
قوله: "مكانَكم" أي: الزمُوه، ولعله ما أراد القيام، وإنما أراد الاجتماعَ وعدم التَّفَرُّق ولو بالقعود. "يَنْطُفُ"، بضمّ الطَّاء المهملة وكَسرِها، أي: يَقْطُرُ. قاله السِّنديّ.
(١) في (ر) حضرت، وفي (م): حضرت الصلاة، وفوقَها: حضر العصر.
(٢) لفظ "فتأخَّر" جاء في هامش (ك)، وعليه علامة نسخة.
(٣) إسناده صحيح. أحمد بن عَبْدة: هو ابن موسى الضَّبِّي، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار. وهو في "السنن الكبرى" برقم (٨٧٠). =