وسلف من حديث ابن عمر في الحديثين قبله، وبرقم (٢٧٤٦)، وفيه: فرأى أن قد قضى طواف الحجّ والعمرة بطوافه الأول. ومن حديث عائشة برقم (٢٧٦٤)، وفيه: وأما الذين جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافًا واحدًا. (١) حديث صحيح بشواهده، عطاء بن السائب صدوق حسن الحديث، لكنه اختلط، وقد اختُلف في سماع حمَّاد بن سلمَة منه هل هو قبل الاختلاط أو بعده؟ فقد نقل ابن رجب في "شرح علل الترمذي" ٢/ ٥٥٧ عن ابن معين قوله: حديث سفيان وشعبة وحمَّاد بن سلمة عن عطاء بن السائب مستقيم. اهـ. لكنه نقل أيضًا عن علي بن المديني عن يحيى القطَّان أنَّ أبا عَوَانة وحمَّاد بنَ سلمة سمعا منه قبل الاختلاط وبعده، وكانا لا يفصلان هذا من هذا. اهـ. وذكر ابن القطَّان في "بيان الوهم والإيهام" ٤/ ٢٧٨ أنه منه بعد الاختلاط، وقال الحافظ سمع ابن حجر في "التهذيب" (ترجمة عطاء): الظاهر أنه سمع منه مرَّتين. اهـ. يعني قبل الاختلاط وبعده، لكنه جزم في "فتح الباري" ٣/ ٤٦٢ أنه سمع منه قبل الاختلاط، والله أعلم، وباقي رجاله ثقات، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (٣٩٠٢). وأخرجه أحمد (٢٧٩٥) و (٣٠٤٦) و (٣٥٣٧) من طرق، عن حمَّاد بن سلمة، بهذا الإسناد، وفيه زيادة: "وكان أَشَدَّ بياضًا من الثلج، حتَّى سَوَّدَتْهُ خطايا أهلِ الشِّرْك"، وصحَّحه ابن خزيمة (٢٧٣٤). وأخرجه بنحوه الترمذي (٨٧٧) من طريق جَرِير بن عبد الحميد الضَّبِّي، عن عطاء بن السائب، به، وقال: حديث حسن صحيح. اهـ. وصحَّحه أيضًا ابن خزيمة (٢٧٣٣)، وسماعُ جرير من عطاء بعد الاختلاط. وله شاهد من حديث عبد الله بن عَمْرو مرفوعًا: "الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة … " أخرجه أحمد (٧٠٠٠)، وإسنادُه ضعيف، وينظر الكلام عليه فيه. =