وأخرجه أحمد (١٤١٩٠)، والبخاري (٧٠٥) من طريق شعبة، والمصنِّف في "السُّنن الكبرى" (١١٦٠٠) من طريق مسعر، كلاهما عن محارب بن دثار، به. وعند البخاري: "أقبلَ رجلٌ بناضِحَيْنِ وقد جَنَحَ الليل، فوافق معاذًا يصلي … " دون تعيين الصلاة، وفي آخره عنده وعند أحمد: "فإنه يصلي وراءَكَ الكبيرُ والضعيف وذو الحاجة". وفي قوله: "وهو يصلي المغرب"؛ قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٢/ ١٩٣: إِنْ حُمِلَ على تعدُّد القصة أو على أن المراد بالمغرب العشاء مجازًا؛ تمَّ، وإلا فما في الصحيح أصحّ، وفي قوله في رواية البخاري: "وقد جنحَ الليل" قال ابن حجر ٢/ ٢٠٠: أي أقبلَ بظلمته، وهو يؤيِّد أن الصلاة المذكورة كانت العشاء. اهـ. وينظر تفصيل الكلام فيه في "الفتح" ٢/ ١٩٣ - ١٩٤. وسلف من طريق الأعمش عن مُحارب بن دِثار وأبي صالح برقم (٨٣١). وسيأتي من طريق الأعمش عن محارب برقم (٩٩٧)، ومن طريق أبي الزُّبير برقم (٩٩٨)، كلاهما عن جابر. (١) رجاله ثقات، غير أنه معلول، فقد وَهِمَ فيه موسى بنُ داود، ودخلَ له حديث في حديث، فذكر أبو حاتم وأبو زُرْعة الرازيَّان - كما في "علل" ابن أبي حاتم (٢٢٦) - أنَّ عبدَ العزيز بنَ أبي سَلَمة الماجِشُون روى عن حُميد، عن أنس، أنَّ النبيَّ ﷺ صلَّى في ثوب واحد، ثم قال الماجِشُون عقب ذلك: وذُكر لي عن أمِّ الفضل أنَّ النبيَّ ﷺ قرأ في المغرب بالمرسلات، وكان هذا آخِرَ صلاةِ النبيّ حتى قُبض، فجعلَ موسى بنُ داود الحديثَ كلَّه عن حُميد، عن أنس، عن أمِّ الفَضْل. غيرَ أنَّ موسى بنَ داود لم ينفرد به، فقد أخرجه أبو نُعيم في "معرفة الصحابة" (٧٨٢٧) من طريق موسى بن داود وبشر بن الوليد، عن عبد العزيز الماجِشُون، به، دون ذكر قراءته =