للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن أمِّ سَلَمة قالت: شُغِلَ رسولُ الله عن الرَّكعتين (١) قبل العصر، فصَلَّاهما بعدَ العصر (٢).

٣٦ - باب الرُّخصة في الصَّلاة قبل غروب الشَّمس

٥٨١ - أخبرنا عثمانُ بنُ عبد الله قال: حدَّثنا عُبيدُ الله بنُ معاذ قال: أخبرنا أبي قال: حدَّثنا عِمْرانُ بنُ حُدَيْر قال: سألتُ لاحقًا عن الرّكعتين قبلَ (٣) غروب الشَّمس فقال: كان عبدُ الله بنُ الزُّبير يصلِّيهما، فأرسلَ إليه معاوية: ما هاتان الرَّكعتان عند (٤) غروب الشَّمس؟ فاضطرَّ الحديثَ إلى أمِّ سَلَمة

فقالت أمُّ سلمة: إنَّ رسولَ الله كان يصلِّي ركعتين قبلَ العصر، فشُغِلَ عنهما، فركعَهُما حين غابتِ الشَّمس، فلم أرَهُ يُصَلِّيهما قبلُ ولا بَعْدُ (٥).


(١) في (ر): ركعتين.
(٢) حديث صحيح، طلحة بن يحيى - وهو ابنُ طلحة بن عُبيد الله - مختلف فيه، وبقية رجاله ثقات، وكيع: هو ابنُ الجرَّاح، وهو في "السنن الكبرى" برقم (١٥٧٠).
وأخرجه أحمد (٢٦٦١٤)، وابن حبان (١٥٧٤) من طريق وكيع، بهذا الإسناد، وعندهما: بعد الظهر، بدل: قبل العصر، وسلف هذا الحرف قبل حديث، وينظر كلام النووي في التعليق عليه، وسيأتي بعده أيضًا.
وأخرج أحمد (٢٦٦٣٣) عن عبد الله بن نُمير، عن طلحة بن يحيى قال: زعم لي عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة أن معاوية أرسلَ إلى عائشة يسألُها: هل صلَّى النبي بعد العصر شيئًا؟ قالت: أمَّا عندي فلا، ولكن أمَّ سَلَمة أخبَرتْني أنه فعلَ ذلك، فأرْسِلْ إليها فاسْأَلْها. فأَرسلَ إلى أُمِّ سَلَمة فقالت: نعم، دخل عليَّ بعد العصر فصلَّى سجدتين، قلتُ: يا نبيَّ الله، أُنزل عليك في هاتين السجدتين؟ قال: "لا، ولكن صلَّيت الظهر فشُغلت، فاستدركتُها بعد العصر". فقولُه في هذه الرواية: أمَّا عندي فلا، يخالفُ ما رُويَ عنها في الأحاديث الصحيحة السالفة قبله.
(٣) في (م) وهوامش كل من (ك) و (هـ) و (يه): عند، وفوقها في (م): قبل.
(٤) في (ر) وفوقها في (م): قبل.
(٥) إسناده صحيح، عُبيد الله بن معاذ: هو ابنُ معاذ العنبريّ، ولاحق: هو ابنُ حُميد، أبو مِجْلَز، وهو في "السنن الكبرى" برقم (١٥٧١). =