للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مُسَجًى بِبُرْدِ حِبَرَة، فكشفَ عن وجهِه، ثُمَّ أكبَّ (١) عليه فقبَّله، فبكى، ثُمَّ قال: بأبي أنت، والله لا يجمَعُ الله عليكَ مَوْتَتين أبدًا، أمَّا المَوْتَةُ الَّتي كَتبَ (٢) اللهُ عليك فقد متَّها (٣).

١٢ - باب تَسْجية الميِّت

١٨٤٢ - أخبرني محمد بن منصور قال: حدَّثنا سفيان قال: سمعتُ ابنَ المُنْكَدِر يقول:

سمعتُ جابرًا يقول: جيء بأبي يومَ أُحُدٍ وَقَدْ مُثِّلَ بهِ، فَوُضِعَ بينَ يَدَي رسولِ الله وقد سُجِّيَ بثوب، فجعلتُ أُريدُ أن أكشِفَ عنه، فنهاني قومي، فأمر به النبيُّ ، فرُفِعَ، فلمَّا رُفِعَ سَمِعَ صوتَ باكِيَةٍ، فقال: "مَنْ


(١) في نسخة في هامشي (هـ) و (ك): فأكب.
(٢) في (هـ) وهامش (ك): كتبت.
(٣) إسناده صحيح، سويد: هو ابن نصر وعبد الله هو ابن المبارك، ومعمر: هو ابن راشد البصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرَّحمن بن عوف. وهو في "السنن الكبرى" برقم (١٩٨٠).
وأخرجه أحمد (٢٤٨٦٣)، والبخاري (١٢٤١) و (١٢٤٢)، وابن حبان (٦٦٢٠) من طريق عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وفي روايتي البخاريّ وابن حبان زيادة في آخره.
وأخرجه البخاريّ (٤٤٥٢) و (٤٤٥٣) من طريق عقيل، عن الزهري، به. وفيه - أيضًا - زيادة في آخره.
وأخرجه بنحوه ابن ماجه (١٦٢٧) من طريق ابن أبي مُليكة، عن عائشة.
وسلف مختصرًا في الروايتين السابقتين.
قال السِّندي: قوله: "بالسُّنْح": موضع بعوالي المدينة. "مُسجًّى" كمُغَطًّى وزنًا ومعنًى. "بِبُرْدِ حِبَرَة" بوزن عِنَبة على الوصف أو الإضافة: هو بُرْدَ يمانٍ.
"لا يجمعُ اللهُ عليك مَوْتَتَين" ردٌّ لِما زعمَ عمرُ أنَّه يرجع إلى الدنيا، بأنَّه لو رجعَ لمات ثانيًا، وهو عند الله أعلى قدرًا من أن يجمع له مَوْتَتين.