للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٩ - باب تأويل قول الله ﷿: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾

٤٤٣٧ - أخبرنا عَمرو بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا يحيى قال: حدَّثنا سفيان قال: حدَّثني هارون بنُ أبي وَكيع - وهو هارون بنُ عَنْتَرة - عن أبيه

عن ابن عبَّاس في قوله ﷿: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ [الأنعام: ١٢١] قال: خاصمَهم المشركون، فقالوا: ما ذبَحَ الله فلا تأكلوه (١)، وما ذبحتُم أنتم أكلتُموه (٢)؟! (٣).


(١) في (ر) و (م): لا تأكلونه.
(٢) في نسخة بهامش (ك): كلوه.
(٣) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، هارون بن عنترة وثَّقه أحمد وابن معين وابن سعد والعجلي، وقال أبو زرعة: لا بأس به مستقيم الحديث، وقال الدارقطني: يحتجُّ به، وانفرد ابن حبان بوصف حديثه بالنكارة، لكن تعقَّبه الذهبي بأنَّ النكارة إنَّما أتت من الراوي عنه لا منه، وباقي رجال الإسناد ثقات. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وعنترة والدهارون: هو ابن عبد الرحمن الكوفي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (٤٥١١) و (١١١٠٦).
وأخرجه بنحوه أبو داود (٢٨١٨)، وابن ماجه (٣١٧٣) من طريق عكرمة، وأبو داود (٢٨١٩)، والترمذي (٣٠٦٩) من طريق سعيد بن جبير، كلاهما عن ابن عباس، بهذا الإسناد، ووقع في رواية سعيد بن جبير عند أبي داود أن المخاصمين هم اليهود، قال ابن عبد البر في "التمهيد" ٢٢/ ٣٠١: وإنما هو: خاصمه المشركون؛ لأن اليهود لا يأكلون الميتة.
قال السِّندي: قوله: "خاصمهم المشركون" أي: خاصم المؤمنين المشركون، فقالوا في معرض الاستدلال على بطلان دين المسلمين بأنكم تُحرِّمون ذبيحة الله تعالى التي هي الميتة، وتُحلِّلون ذبيحتكم، وهذا شيء بعيد، فأنزل الله تعالى دفعًا لهذه الشبهة قوله: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا … ﴾ إلخ [الأنعام: ١٢١]، وحاصل الجواب أنَّ الذبيحة إنَّما حلَّت لأنه قد ذكر عليها اسم الله، والميتة لم يذكر عليها اسم الله، فحُرِّمت لذلك، ومقتضى هذا التفسير أنَّ متروك التسمية لا يحلُّ ولو كان ناسيًا، فكيف عامدًا، والله أعلم.