خامسًا: ما وقع فيه خطأ في "المجتبى" و "السنن الكبرى":
فأخرجَ (٧٧٨) من طريق أبي العالية البَرَّاء قال: أَخَّرَ زيادٌ الصلاةَ، فأتاني ابن صامت، فألقيتُ له كُرْسِيًّا فجلس عليه، فذكرتُ له صُنع زياد … الحديث، وكذا هو في "السنن الكبرى" للنسائي (٨٥٦)، فقوله: زياد، خطأ، وإنَّما هو: ابن زياد، كما في "صحيح" مسلم (٦٤٨): (٢٤٢)، و "مسند" أحمد (٢١٤٢٣)، وعندهما: أَخَّرَ ابن زياد الصَّلاةَ … إلخ.
وأخرجَ (١١٣٦) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنَّ عليَّ بن يحيى بن خلاد بن مالك بن رافع بن مالك، حدَّثه عن أبيه، عن عمه رفاعةَ بن رافع … إلخ. فقوله: علي بن يحيى بن خلاد بن مالك بن رافع بن مالك؛ كذا وقع في النسخ الخطيَّة وفي "السنن الكبرى" أيضًا (٧٢٦)، والذي في كتب الرجال: علي بن يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك، يعني دون ذكر "مالك" بين "خلاد" و "رافع"، والظاهر أنَّ زيادتَه وَهُم، وينظر الحديث (١٣١٤).
وأخرج من طريق موسى بن سَلَمة الهُذَليّ عن ابن عبّاس (٢٦٣٣) قال: أَمَرَتِ امرأة سنان بن سَلَمة الجُهَنيّ أنْ يسأل رسول الله ﷺ أَنَّ أَمَّها ماتَتْ ولم تَحُجّ، أفيُجزئ عن أمها أن تحجّ عنها؟ … وكذا هو في "السنن الكبرى" للنسائي (٣٥٩٩). فقوله: امرأة سنان بن سَلَمة، خطأ، والصواب: امرأة سنان بن عبد الله. فقد أخرجه ابن خُزيمة (٣٠٩٤)، وفيه أنَّ موسى بن سلمة سأل ابن عباس عن ذلك، فأجابه ابن عباس أنَّ امرأة سنان بن عبد الله الجهني أمَرَتْ أن تسأل رسول الله ﷺ …
وأخرج من حديث سهل بن سَعْد (٣٣٣٩) أنَّ امرأة جاءت رسول الله ﷺ، فقالت: يا رسول الله جئتُ لأهَبَ نفسي لك … وفيه أنه قال لرجل من أصحابه: "هل عندك من شيء؟ " فقال: لا والله، ما وجدتُ شيئًا … الحديث، وكذلك هو في "السنن الكبرى" للنسائي (٥٤٧٩). وفيه سقط، فالحديث في "صحيح" البخاري