وأخرجه أحمد (١٨٥١٠) و (١٨٥٤٣) و (١٨٦٦٧)، وأبو داود (٢٨٠٢)، والترمذي بإثر (١٤٩٧)، وابن حبان (٥٩٢٢) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث عبيد بن فيروز، عن البراء، والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم. وأخرجه الترمذي (١٤٩٧) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن سليمان بن عبد الرحمن، به. وسيرد في الروايتين التاليتين. قال السِّندي: قوله: "لا يَجُزْن" من الجواز. "العوراء" تأنيث الأعور. "البَيِّن عَوَرُها": ذهاب بصر إحدى العينين، أي: العَوْراء عَوَرُها يكون ظاهرًا بيِّنًا. "ظَلْعُها" المشهور على ألسنة أهل الحديث فتح الظاء واللام، وضبطه أهل اللغة بفتح الظاء وسكون اللَّام: وهو العَرَج. قلتُ: كأنَّ أهل الحديث راعوا مُشاكلة العَوَر والمَرَض، والله أعلم. "والكَسيرة" فُسِّر بالمنكسِرة الرِّجل التي لا تقدر على المشي، فَعِيل بمعنى مفعول، وورد في رواية الترمذي وبعض روايات المصنِّف كما سيجيء بدلُها: العجفاء: وهي المهزولة، وهذه الرواية أظهر معنى. "لا تُنْقي" من أنقى؛ إذا صار ذا نِقْيٍ؛ أي: مُخٍّ، فالمعنى: التي ما بقي لها مُخٌّ من غاية العَجَف. "ولا تُحرِّمه على أحد" من التحريم، والمراد: لا تقُل: إنَّها لا تجوز عن أحد، وإلَّا فلا يُتصوَّر التحريمُ، فليتأمَّل.