للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١١ - باب اتِّخاذ البِيَع مساجد

٧٠١ - أخبرنا هنَّادُ بنُ السَّرِيّ، عن مُلازم قال: حدَّثني عبدُ الله بنُ بَدْر، عن قَيس بن طَلْق

عن أبيه طَلْقِ بنِ عليٍّ قال: خرَجْنا وفدًا إلى النبيِّ فبايعناه، وصلَّيْنا معه وأخبرناه أنَّ بأرضنا بِيعَةً لنا، واسْتَوْهَبْنَاهُ (١) من فَضْلِ طَهُوره، فدعا بماءٍ فتوضَّأَ وتمضمضَ، ثم صَبَّهُ في إداوة، وأمَرَنا فقال: "اُخْرُجُوا، فإذا أتيتُم أرضَكم فاكْسِرُوا بِيعَتَكم وانْضَحُوا مكانَها بهذا الماء، واتَّخِذُوها مسجدًا". قلنا: إنَّ البلدَ بعيد، والحَرَّ شديد، والماءَ يَنْشَف، فقال: "مُدُّوهُ من الماء؛ فإنَّه لا يزيدُه إلا طِيبًا". فخرَجْنا حتى قَدِمْنا بلَدَنا، فَكَسَرْنا بِيعَتَنا، ثم نَضَحْنا مكانَها، واتَّخَذْناها مسجدًا، فنادَيْنا فيه بالأذان، قال: والرَّاهبُ رجلٌ من طَيِّئ، فلمَّا سمعَ الأذانَ قال: دَعْوَةُ حَقٍّ، ثم استقبلَ تَلْعَةً من تِلَاعِنا، فلم نَرَهُ بعدُ (٢).


(١) في (م) وهامشي (ك) و (هـ): فاستوهبناه.
(٢) إسناده حسن، قيس بن طَلْق صدوق حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات. ملازم: هو ابنُ عَمرو بن عبد الله بن بدر، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٧٨٢).
وأخرجه ابن حبان (١١٢٣) و (١٦٠٢) من طريق مسدَّد، عن ملازم بن عَمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (١٦٢٩٣) من طريق محمد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن طَلْق بن علي، به، مختصرًا، وفي سياقته اختلاف، ومحمد بن جابر - وهو ابنُ سيَّار - ضعيف، وعبدُ الله بنُ بدر لم يسمع من طَلْق، بينهما قيس بنُ طلق.
وسلف الحديث بهذا الإسناد في السؤال عن الوضوء من مَسِّ الذّكَر برقم (١٦٥).
قال السِّندي: قوله: بيعة: بكسر الباء: معبد النصارى أو اليهود، "واستوهبناه" أي: سألناه أن يعطيَنا، "من فضل ظَهوره" بفتح الطاء، والظاهر أن المراد ما استعمله في الوضوء وسقط من أعضائه الشريفة، ويحتمل أن المراد ما بقيَ من الإناء عند الفراغ من الوضوء، "وانضحوا" أي: رُشُّوا، وفيه من التبرُّك بآثار الصالحين ما لا يخفى، "تلْعة" بفتح فسكون: مَسِيل الماء من أعلى الوادي.