(٢) إسناده صحيح، الوليد بن مسلم صرَّح بالتَّحديث في طبقات السماع، فانتفت شبهة تدليسه، وعَبَاية بن رافع: هو عَبَايَة بن رِفاعة بن رافع بن خَدِيج، وأبو عَبْس (صحابي الحديث): هو ابن جَبْر، قيل: اسمُه عبد الرَّحمن، وقيل غير ذلك، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٤٣٠٩). وأخرجه الترمذي (١٦٣٢) عن الحُسين بن حُريث، بهذا الإسناد، وفيه: "فهما حرام"، وقال: حديث حسن صحيح. وأخرجه أحمد (١٥٩٣٥)، والبخاري (٩٠٧)، وابن حبان (٤٦٠٥) من طريق الوليد بن مسلم، به، وجاء عند أحمد وابن حبان: "حرَّمهما الله"، ووقعت القصة عند البخاري لعَبَاية مع أبي عَبْس، لا ليزيد بن أبي مريم مع عَبَاية، فجاء فيه عن عَبَاية قال: أدركني أبو عَبْس وأنا أذهبُ إلى الجمعة … الحديث، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٢/ ٣٩١: فإن كان محفوظًا احتمل أن تكون القصةُ وقعت لكلٍّ منهما. وأخرجه بنحوه البخاري (٢٨١١) من طريق يحيى بن حمزة، عن يزيد بن أبي مريم، به. قال السِّندي: قولُه: "في سبيل الله": حملَه على أنَّ المرادَ سبيلُ الخيرِ مُطلقًا، لا الجهادُ بخصوصه، وعلى كلِّ تقديرٍ، فلا بدَّ من الإسلام والإخلاص.