للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فتُقاتلُ فتُقتلُ، فتُنكَحُ المرأةُ، ويُقسَمُ، المال، فعصاه فجاهد. فقال رسولُ الله : "فمَنْ فعلَ ذلك كان حَقًّا على اللهِ ﷿ أنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، ومَنْ قُتِلَ كان حقًّا على الله ﷿ أنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، وإنْ (١) غَرِقَ كان حَقًّا على الله أن يُدْخِلَهُ الجَنَّة، أو وَقَصَتْهُ دابَّته (٢) كان حَقًّا على الله أنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّة" (٣).

٢٠ - باب فَضْل مَنْ أَنفَقَ زَوْجَيْن في سبيلِ الله ﷿

٣١٣٥ - أخبرنا عُبيدُ الله بنُ سَعْدِ بن إبراهيمَ قال: حدَّثنا عمِّي قال: حدَّثنا أبي، عن صالح، عن ابن شِهاب، أنَّ حُمَيْدَ بنَ عبدِ الرَّحمنِ أَخبرَه

أن أبا هريرةَ كان يُحَدِّثُ أنَّ رسولَ الله قال: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سبيلِ الله نُودِيَ في الجَنَّة: يا عبدَ الله، هذا خَيْر، فَمَنْ كانَ من أهلِ الصَّلاة، دُعِيَ من بابِ الصَّلاة، ومَنْ كانَ من أهلِ الجِهاد دُعِيَ من باب الجِهاد، ومَنْ كانَ من أهلِ الصَّدقَة، دُعِيَ من باب الصَّدَقَة، ومَنْ كانَ من


(١) في (ر) و (هـ): فإن.
(٢) في (م): دابة، وفوقها: دابته.
(٣) إسناده حسن، عبدُ الله بن عقيل أبو عَقِيل وموسى بن المسيِّب صدوقان، كما ذكر الحافظ ابن حجر في "التقريب"، وبقية رجاله ثقات، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٤٣٢٧).
وأخرجه أحمد (١٥٩٥٨)، وابن حبان (٤٥٩٣) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد، وحسَّنَ إِسنادَه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (٣٠٩٩) في ترجمة سَبْرة، وقال: إلا أنَّ في إسناده اختلافًا.
قوله: "بأطْرُقِهِ" بضمّ الراء: جمعُ طريق. "مَثَلُ المهاجر كَمَثل الفَرَسِ في الطِّوَل" بكسر الطاء، وفتح الواو، وهو: الحبلُ الذي يُشَدُّ أحدُ طَرَفيه في وَتِد، والطرفُ الآخر في يَدِ الفَرَس، وهذا من كلام الشيطان، ومقصودُه أنَّ المهاجر يصير كالمقيَّد في بلاد الغُرْبَة، لا يَدور إلا في بيته، ولا يُخالطه إلا بعض مَعارِفه، فهو كالفرسِ في طِوَلٍ، لا يدور ولا يَرْعَى إِلا بقدره. "فهو جَهْدُ النَّفْسِ" بفتح الجيم، بمعنى المشقَّة والتَّعب. قاله السِّندي.
وقوله: "وَقَصَتْه" أَي: كَسَرَت عُنقَه.