للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أنَّه سَمِعَ فَضَالةَ بنَ عُبيد يقول: سمعتُ رسولَ الله يقول: "أنا زَعيمٌ - والزَّعيمُ الحَمِيل - لِمَنْ آمَنَ بي وأسلمَ وهاجَرَ ببيتٍ في رَبَض الجَنَّة، وبِبَيْتٍ في وَسَطِ الجَنَّة، وأنا زعيمٌ لِمَنْ آمَنَ بي وأسلمَ، وجاهَدَ في سبيلِ الله ببيتٍ في رَبَضِ الجَنَّة، وببيتٍ في وَسَط الجَنَّة، وببيتٍ في أعلى غُرَفِ الجَنَّة، مَنْ فعلَ ذلك فلم يَدَعْ للخير مَطلَبًا، ولا من الشَّرِّ مَهْرَبًا، يموتُ حيثُ شاءَ أنْ يموت" (١).

٣١٣٤ - أخبرني إبراهيمُ بنُ يعقوبَ قال: حدَّثنا أبو النَّضْر هاشمُ بنُ القاسمِ قال: حدَّثنا أبو عَقِيل عبدُ الله بنُ عقيلٍ قال: حدَّثنا موسى بنُ المسيِّب، عن سالم بن أبي الجَعْد عن سَبْرَةَ بن أبي فاكِهٍ قال: سمعتُ رسولَ الله يقول: "إنَّ الشّيطانَ قَعَدَ لا بن آدمَ بأطرُقِهِ (٢)، فقَعَدَ له بطريقِ الإسلام فقال: تُسْلِمُ وتَذَرُ دِينَكَ ودينَ آبائكَ وآباءِ أبيك؟ (٣) فَعَصاه فأَسْلَمَ، ثم قعَدَ له بطريقِ الهجرة فقال: تُهاجِرُ وتَدَعُ أرْضَكَ وسماءَكَ؟ وإِنَّما مَثَلُ المُهاجِرِ كَمَثَلِ الفَرَسِ فِي الطِّوَلِ، فَعَصَاهُ فهاجَرَ، ثم قَعَدَ له بطريقِ الجِهاد فقال: تُجاهد، فهو جَهْدُ النَّفْسِ والمالِ،


(١) إسناده صحيح، ابن وَهْب: هو عبدُ الله أبو محمد المصري، وأبو هانئ: هو حُميد بن هانئ الخَوْلاني، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٤٣٢٦).
وأخرجه ابن حبان (٤٦١٩) من طريق أحمد بن عَمْرو بن السَّرْح، عن ابن وَهْب، بهذا الإسناد، وقال: الزعيمُ لغةُ أهلِ المدينة، والحَمِيلُ لغةُ أهلِ مصر والكفيلُ لغةُ أهلِ العراق، ويُشبه أن تكون هذه اللفظة: "الزعيمُ: الحَميلُ" من قولِ ابن وَهْب، أُدرجَ في الخَبَر.
"في رَبَض الجنّة" بفَتحتين، هو ما حَولها، خارجًا عنها، تشبيهًا بأبنيةٍ حول المدن، وتحتَ القلاع. "مَطْلبًا" أي: محلَّ طلب. قاله السِّندي.
(٢) في (ر) ونسخة في (م): في أطرقه.
(٣) في هامش (هـ): آبائك. (نسخة).