للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٥ - باب النَّهي عن الخِضاب بالسَّواد

٥٠٧٥ - أخبرنا عبد الرَّحمن بنُ عُبيد الله الحلبيُّ، عن عُبيد الله -وهو ابنُ عَمرو- عن عبد الكريم، عن سعيد بن جُبير

عن ابنِ عبَّاس رفَعَه أَنَّه قال: "قومٌ يَخضِبونَ بهذا السَّواد آخِرَ الزَّمان، كحَواصِل الحَمام، لا يَرِيحُون رائحةَ الجنَّة" (١).

٥٠٧٦ - أخبرنا يونس بنُ عبد الأعلى قال: حدَّثنا ابنُ وَهْبٍ قال: أخبرني ابنُ جُرَيج، عن أبي الزُّبير

عن جابر قال: أُتِيَ بأبي قُحافةَ يومَ فتح مكَّة ورأسُه ولِحْيَتُه كالثَّغامة بَياضًا، فقال رسولُ الله : "غيِّروا هذا بشيءٍ، واجْتَنبوا السَّوادَ" (٢).


= من أصحاب هشام، عن هشام، عن عروة مرسلًا، وهو الصحيح.
وأخرجه أحمد (١٤١٥) عن محمد بن كناسة، بهذا الإسناد.
وتنظر الرواية السابقة.
(١) إسناده صحيح، عبيد الله بن عمرو: هو الرَّقِّي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري، وأخطأ ابن الجوزي عندما سمَّاه عبد الكريم بن أبي المخارق البصري الضعيف، فذكر الحديث في "الموضوعات" ٥٥٣، وردَّ عليه الحافظان المنذري في "مختصر السنن"، وابن حجر في "القول المسدَّد" ص ٤٨ - ٤٩. وهو في "السنن الكبرى" برقم (٩٢٩٣).
وأخرجه أحمد (٢٤٧٠)، وأبو داود (٤٢١٢) من طرق عن عبيد الله بن عمرو، بهذا الإسناد.
قال السِّندي: قوله: "كحواصل الحمام" أي: صدور الحمام، قيل: المراد كحواصل الحمام في الغالب؛ لأنَّ حواصل بعض الحمامات ليست بسُود. وقيل: يريد بالتشبيه أنَّ المراد السُّود الصِّرْف غير مَشوبٍ بلون آخر.
"لا يريحون" أي: لا يَشَمُّون، قيل: المراد أنهم وإن دخلوا الجنة لا يجدون ريحها، ولا يتلذَّذون به. وقيل: هو تغليظ وتشديد، أو المراد أنهم لا يجدون ريحها مع السابقين.
(٢) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- وأبا الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس- لم يُصرِّحا بالتحديث، لكنَّ ابن =