وأخرجه ابن حبان (٣٣١٥) من طريق الحسن بن مُدْرِك، عن يحيى بن حمَّاد، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (٢٤٨٩٩) عن عفَّان بن مسلم الصفَّار، والبخاري (١٤٢٠) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن أبي عَوَانة به. قال الواقدي - فيما نقله عنه الحافظ ابنُ حجر في "الفتح" ٣/ ٢٨٦ - : هذا الحديث وَهَلٌ [أي: وهمٌ] في سَوْدَة، وإنَّما هو في زينب بنت جحش، فهي أوَّلُ نسائه به لُحُوقًا، وتوفّيت في خلافة عمر، وبقيت سَوْدَةُ إلى أن توفّيت في خلافة معاوية. ونقل الحافظُ ابن حجر أيضًا عن ابن الجوزيّ قولَه: هذا الحديثُ غلطٌ من بعض الرواة، والعَجَبُ من البخاري كيف لم يُنَبّه عليه … وإنّما هي زينب، فإنها كانت أطولَهُنَّ يدًا بالعطاء، كما رواه مسلم [٢٤٥٢] من طريق عائشة بنت طلحة، عن عائشة بلفظ: فكانت أطولَنا يدًا زينبُ؛ لأنها كانت تعملُ وتَصَدَّقُ. وقال الإمام النووي في "شرح مسلم" ٩/ ١٦: ظَنَنَّ أنَّ المرادَ بطُولِ اليدِ طُولُ اليد الحقيقية، وهي الجارحة، فكنَّ يَذْرَعْنَ أيديَهُنَّ بقَصَبَةٍ، فكانت سَوْدَةُ أطولَهنَّ جارحةً، وكانت زينبُ أطولهنَّ يدًا في الصدقة وفعل الخير، فماتت زينبُ أوَّلَهُنَّ، فَعَلِمْنَ أَنَّ المرادَ طولُ اليد في الصدقة والجُود .... وفيه معجزةٌ باهرةٌ لرسولِ الله ﷺ، ومنقبةٌ ظاهرة لزينب، ووقع هذا الحديث في كتاب الزكاة من البخاري بلفظ متعقد يُوهم أنَّ أسرعَهنَّ لحاقًا سَوْدةُ، وهذا الوهم باطل بالإجماع. اهـ. وينظر تفصيل ما جاء في هذا الحديث من أقوال في "فتح الباري" ٣/ ٢٨٦ - ٢٨٨ للحافظ ابن حجر ﵀.