للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٠ - باب النَّهي عن استدبار القِبلة عند الحاجة

٢١ - أخبرنا محمدُ بنُ منصور قال: حدَّثنا سفيان، عن الزُّهريّ، عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب، أنَّ النبيَّ قال: "لا تَسْتَقْبِلُوا القِبْلَةَ ولا تَسْتَدْبِرُوها بغائطٍ (١) أو بَوْل، ولكن شَرِّقُوا أو غَرِّبُوا" (٢).


= وأخرجه أحمد (٢٣٥١٩) و (٢٣٥٥٩) من طريقين عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وليس في الرواية (٢٣٥٥٩) ذكر الكراييس، ولفظ الرواية (٢٣٥١٩): نهانا رسولُ الله أن نستقبلَ القبلتَيْنِ ونستدبرَهما.
وسيأتي في الحديثين بعده.
قوله: الكراييس؛ قال السِّندي: بياءين مثنَّاتين من تحت، يعني بيوتَ الخلاء. قيل: ويُفهم من كلام بعض أهل اللغة أنه بالنون، ثم الياء، وكانت تلك الكراييس بُنيت إلى جهة القِبلة، فثقُل عليه ذلك، ورأى أنه خلافُ ما يُفيده الحديث بناءً على أنه فهم الإطلاق، لكن يمكن أن يكون محمل الحديث الصحراء، وإطلاق اللفظ جاء على ما كان عليه العادة يومئذ، إذ لم يكن لهم كُنُفٌ في البيوت في أول الأمر … والمسألة مختلف فيها بين العلماء، والاحتراز عن الاستقبال والاستدبار في البيوت أحوط.
(١) في (م) و (هـ): الغائط. وجاء في هامش (هـ): بغائط (نسخة).
(٢) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عُيينة. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٢٠).
وأخرجه أحمد (٢٣٥٧٩)، والبخاري (٣٩٤)، ومسلم (٢٦٤)، وأبو داود (٩)، والترمذي (٨) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. وعندهم زيادة: قال أبو أيوب: فقدمنا الشام، فوجدنا مراحيضَ بُنيت قِبَلَ القِبلة، فننحرفُ ونستغفرُ اللهَ تعالى.
وأخرجه البخاري (١٤٤)، وابن ماجه (٣١٨) من طريقين عن الزُّهري، به.
قال الترمذي: حديث أبي أيوب أحسنُ شيء في هذا الباب وأصحّ. ونقل عن الشافعي قولَه: إنما معنى قول النبي : "لا تستقبلوا القبلة بغائط … " إنما هذا في الفيافي، فأمَّا في الكُنُف المبنيَّة؛ له رُخصةٌ في أن يستقبلَها.
وسلف قبله وينظر ما بعده.
قوله: "ولكن شرِّقوا أو غرِّبوا"؛ قال السِّندي: هذا خطابٌ لأهل المدينة ومَنْ قِبلتُه على ذلك السَّمْت، والمقصود الإرشاد إلى جهة أخرى لا يكون فيها استقبالُ القبلة ولا استدبارُها، وهذا مختلِف بحسب البلاد.