للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن أسامةَ بن زيدٍ قال: دخلَ رسولُ الله الكعبةَ، فَسَبَّحَ في نَواحيها وكَبَّرَ ولم يُصَلِّ، ثم خرجَ فصَلَّى خلفَ المَقامِ ركعتَيْنِ، ثم قال: "هذه القِبْلَةُ" (١).


= عباس"، ولم يذكر المِزِّيّ في "تحفة الأشراف" (٩٦) و (١١٠) ابنَ عباس في الإسناد بين عطاء وأسامة بن زيد، لكنه ثابت في النسخ الخطية ل "السُّنن الكبرى" (٣٨٧٨) كما ذكر محققوه في حواشيه، وقال المزِّي في الموضع الثاني: وزاد غيره ابن عباس.
(١) رجاله ثقات غير حاجب بن سليمان، وابن أبي رَوَّاد - وهو عبد المجيد بن عبد العزيز - فهما ينزلان عن درجة الثقة قليلًا، ولهما أوهام، والظاهر أن قوله: "خلف المقام" وهمٌ من أحدهما، فالصحيح أنه صلى في وجه الكعبة، كما سلف في الحديث قبله. ابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وهو مدلّس، وقد صرَّح بالتحديث عند غير المصنِّف، وعطاء: هو ابن أَبي رَبَاح.
والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (٣٨٧٨) بذكرِ ابن عباس بين عطاء وأسامة بن زيد، كما سلف ذكره في التعليق قبله، وقد رواه بذكر ابن عباس في إسناده أيضًا عبدُ الرزَّاق ورَوْحُ بن عُبادة ومحمدُ بنُ بكر البُرْسانيّ والضحاكُ بنُ مَخْلَد، عن ابن جُرَيْجٍ، كما سيأتي في الحديث (٢٩١٧) والتعليق عليه.
وسيأتي الحديث من رواية عبد الملك بن أبي سليمانَ العَرْزَميّ، عن عطاء، عن أسامة بن زيد بالأرقام: (٢٩١٤) و (٢٩١٥) و (٢٩١٦)، وفي سماع عطاء من أسامة بن زيد كلام.
وسيأتي من طريق عَمرو بن دينار، عن ابن عباس بنحوه، برقم (٢٩١٣).
وفي قوله: "سَبَّحَ في نواحيها وكبر ولم يُصَلِّ" مخالفة لما جاء قبله من حديث ابن عمر أنه صلَّى فيها، وجاء نفي أسامة أيضًا لصلاته في الكعبة عند مسلم (١٣٣٠)؛ قال النوويّ في "شرحه": سبَبُهُ أنهم لما دخلوا الكعبة أغلقُوا الباب واشتغلُوا بالدعاء، فرأى أسامةُ النَّبِيَّ يدعُو، ثم اشتغلَ أسامةُ بالدعاء في ناحيةٍ من نواحي البيت والنبيُّ في ناحية أخرى .... ، وذكرَ الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٣/ ٤٦٨ أسبابًا أخرى لنَفْي أسامةَ صلاتَهُ في الكعبة، فنقلَ عن المُحبَّ الطبريّ قولَه: يحتمل أن يكون أسامةُ غابَ عنه بعد دُخُوله لحاجة، فلم يشهد صلاتَه. انتهى، قال الحافظ ابن حجر: ويشهدُ له ما رواه أبو داود الطيالسيّ … عن أسامة قال: دخلتُ على رسول الله في الكعبة، فرأى صُورًا، فدعا بدَلْوٍ من ماء، فأتيتُه به، فضَرَب به =