قال ابن الأثير في "النهاية" ١/ ٢٧: "أحِّدْ أحِّدْ" أي: أشِرْ بأصبُعٍ واحدة؛ لأنَّ الذي تدعو إليه واحد، وهو الله تعالى. (١) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلِفَ فيه على الأعمش - وهو سليمان بن مِهْران - كما يلي: فرواه أبو معاوية - وهو محمد بن خازم الضرير - كما هنا، وفي "السنن الكبرى" (١١٩٧)، وعند أبي داود (١٤٩٩)، وأبي يعلى، (٧٩٣)، والطبراني (٢١٦)، والحاكم ١/ ٥٣٦، والضياء المقدسي في "المختارة" (٩٤٧) - عن الأعمش، عن أبي صالح، عن سعد بن أبي وقاص. وقال الحاكم: صحيح على شرطهما إن كان أبو صالح السمان سمعه من سعد. قلت: قد ذكر المزي في "تهذيب الكمال" ٨/ ٥١٣ في ترجمة أبي صالح أنَّه سأل سعدًا مسألةً في الزكاة، وشهد يوم الدار زمن عثمان. وصرَّح الذهبي في "السير" ٥/ ٣٦ أنَّه سمع منه، وذكر أنَّه وُلِدَ في خلافة عمر. ورواه عبد الله بن داود الخُرَيبي - فيما أخرجه البزار (١٢٣٦) - عن الأعمش، بمثل إسناد أبي معاوية. ورواه حفص بن غياث - فيما أخرجه ابن أبي شيبة (٨٥١٢)، وأحمد (٩٤٣٩)، والطبراني في "الدعاء" (٢١٥) - عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. ورواه عقبة بن خالد - فيما ذكر الدارقطني في "العلل" ٤/ ٣٩٧ - عن الأعمش، عن أبي صالح، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ. ورواه محمد بن فُضيل الضبي في "الدعاء" (١٨)، ووكيع - فيما أخرجه ابن أبي شيبة (٨٥٢٧)، والبيهقي في "الدعوات" (٢٦٤) - كلاهما عن الأعمش، عن أبي صالح .... مرسلًا. قال الدارقطني: لم يُتابَع حفصٌ على قوله، وقول أبي معاوية أشبه بالصواب. وتنظر الرواية السابقة.