قال السِّندي: قوله: "يسكنون العالية": هي مواضع خارج المدينة. وقال: "الرَّوح" بالفتح: نسيم الريح. "أرواحهم" جمع ريح؛ لأنَّ أصلها الواو، وتُجمع على "أرياح" قليلًا، وعلى رياح كثيرًا، أي: كانوا إذا مرَّ النَّسيم عليهم تكيَّف بأرواحهم، وحملها إلى الناس، والحاصل أنَّهم يعرَقون؛ لمشيهم من مكان بعيد، والعرق إذا اجتمع مع وسخٍ ولباسِ صوف يُثير رائحةً كريهة، فإذا حملها الرِّيح إلى الناس يتأذَّون بها، فحثَّهم النبيُّ ﷺ على الاغتسال؛ دفعًا للأذى، لا لوجوبه بعينه. (١) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ الحسن - وهو البصري - مدلِّس، ولم يُصرِّح بسماعه من سَمُرة، وهو لم يسمع من سَمُرة إِلَّا حديث العقيقة كما قال المصنِّف عقب الحديث. أبو الأشعث: هو أحمد بن المقدام، وهو في "السنن الكبرى" برقم (١٦٩٦). وأخرجه أحمد (٢٠١٢٠) عن علي بن عبد الله بن المديني والترمذي (٤٩٧) من طريق سعيد بن سفيان الجحدري، كلاهما عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن … ورواه بعضهم عن قتادة عن الحسن، عن النبيّ ﷺ، مرسلٌ. وأخرجه أحمد (٢٠٠٨٩) و (٢٠١٧٤) و (٢٠١٧٧) و (٢٠٢٥٩)، وأبو داود (٣٥٤) من طريق همّام بن يحيى العوذي، عن قتادة، به. وأخرجه مع معمر - فيما أخرجه عبد الرزاق (٥٣١١) - وأبان بن يزيد - فيما ذكر ابن أبي حاتم في "العلل" (٥٧٥) - كلاهما عن قتادة عن الحسن، عن النبي ﷺ. وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث همَّام وحديث أبان: أيُّهما أصحُّ؟ قال: جميعًا صحيحان، همَّام ثقة، وصله، وأبان لم يوصله. =