وذكر الدارقطني في "العلل" ١/ ٢٤٦ - ٢٤٧ أنَّ الحسن بن ذكوان رواه عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، عن أبي بكر الصديق، عن النبي ﷺ، ثم قال: وخالفه جماعةٌ من الشاميين وغيرهم فرَوَوه عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، عن النبي ﷺ، لم يذكروا أبا بكر، وهو الصواب. وأخرجه أحمد (١٦١٧٦) من طريق راشد بن داود الصنعاني، و (١٦١٧٣) و (١٦٩٦٢) و (١٦٩٦٣)، وأبو داود (٣٤٥)، وابن ماجه (١٠٨٧)، وابن حبان (٢٧٨١) من طريق حسان بن عطية، كلاهما عن أبي الأشعث، به. وأخرجه أحمد (٦٩٥٤) من طريق عثمان الشامي، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، عن عبد بن عمرو بن العاص، مرفوعًا. وعثمان الشامي مجهول. وأخرجه أحمد (١٦١٦١)، وأبو داود (٣٤٦) من طريقين عن أوس بن أوس، به. وسيرد برقم (١٣٩٨) من طريق عمر بن عبد الواحد عن يحيى بن الحارث، به. وسيرد برقم (١٣٨٤) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث، به. قال السيوطي: قوله: "من غَسَلَ واغْتَسلَ" قال النووي في "شرح المهذَّب": يُروى: "غَسَلَ" بالتخفيف والتشديد، والأرجح عند المحقِّقين التخفيف، والمختار أنَّ معناه: غسَلَ رأسَه، ويُؤيِّده رواية أبي داود (٣٤٦): "مَنْ غسَلَ رأسه يوم الجمعة واغتسل"، وإنَّما أفرد الرأس بالذِّكر؛ لأنَّهم كانوا يجعلون فيه الدُّهن والخطمي ونحوهما، وكانوا يغسلونه أولًا ثم يغتسلون. وقيل: المراد: غسَلَ أعضاءَه ثم اغتسل للجمعة. قال العراقي: ويحتمل أن المراد: غسَلَ ثيابه واغتسل في جسده. وقيل: هما بمعنى واحد، وكرّر للتأكيد. وقيل: غسل، أي: جامع أهله قبل الخروج إلى الصلاة؛ لأنَّه يُعين على غضِّ البصر في الطريق، يقال: غسل الرجل امرأته - بالتخفيف والتشديد - إذا جامعها. وقوله: "وغدا وابتكَرَ" أي: أدرك أول الخطبة. وقوله: "ولم يَلْغُ" قال الأزهري: معناه: استمع الخطبة، ولم يشتغل بغيرها. وقال النووي: معناه: لم يتكلَّم؛ لأنَّ الكلام حال الخطبة لغوٌ.