(٢) صحيح من حديث عائشة، وهذا إسناد رجاله ثقات غير أحمد بن نصر - وهو ابن زيادة النيسابوري - وعثَّام بن علي، فهما صدوقان، إلَّا أنَّ المصنف قال بإثره: هذا حديث منكر. قلت: قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "فتح الباري" ٣/ ٥٠٩ (طبعة دار ابن الجوزي): نكارته من قبل إسناده، وروايات الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت فيها منكرات، فإن حبيب ابن أبي ثابت إنما يروي هذا الحديث عن محمد بن علي بن عبد الله بن عبَّاس، عن أبيه، عن جده. اهـ. عمرو بن محمد: هو العَنْقَزي، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران. وحديث عائشة عند مسلم (٧٢٤): (٩٠). (٣) إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب. وهو في "السنن الكبرى" برقم (١٣٠٧)، وفيه: ذاك رجل لا .... وأخرجه أحمد (١٥٧٢٤) و (١٥٧٢٥) و (١٥٧٢٦) من طريق عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. قوله: "لا يتوسَّد القرآن" قال في "النهاية" (وسد): يحتمل أن يكون مدحًا وذمًّا، فالمدح معناه: أنَّه لا ينام الليلَ عن القرآن، ولم يتهجَّد به، فيكون القرآن متوسَّدًا معه، بل هو يُداوم قراءتَه ويحافظ عليها. والذَّمُّ معناه: لا يحفَظ من القرآن شيئًا ولا يُديم قراءتَه، فإذا نام لم يتوسَّدْ معه القرآن؛ وأراد بالتَّوسُّد النوم. قال السِّندي: والوجه هو الأول، والله أعلم.