للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٧٤ - أخبرنا محمدُ بنُ بشَّار قال: حدَّثنا محمد. ثم ذكر كلمةً معناها: حدَّثنا شعبة، عن حَبِيب قال: سمعتُ عبَّادَ بن تميم يحدِّث

عن جدَّتي - وهي أمُّ عُمارة بنتُ كعب - أنَّ النبيَّ توضَّأ، فأُتِيَ بماءٍ في إناء قَدْرَ ثُلُثَى المُدِّ. قال شعبة: فأَحْفَظُ أنَّه غَسَلَ ذِراعَيْه، وجعلَ يَدْلُكُهُما (١)،


= النبيُّ والمرأة من نسائه يغتسلان من إناء واحد، وهذا الحرف أخرجه البخاري (٢٦٤) عن أبي الوليد، عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (٣٢٥): (٥٠)، وابن حبان (١٢٠٣) و (١٢٠٤) من طريقين عن شعبة، به، وأورد ابن حبان آخره قول أبي خيثمة: المكُّوك: المُدّ.
وأخرج البخاري (٢٠١)، ومسلم (٣٢٥): (٥١) من طريق مسعر، عن ابن جبر، عن أنس قال: كان النبيُّ يتوضأ بالمُدّ، ويغتسلُ بالصَّاع إلى خمسة أمداد. اهـ. وهذا يفسِّر المكُّوك بالمُدّ كما سلف من قول أبي خيثمة، وكما سيأتي من قول ابن الأثير.
وأخرج أحمد (١٢٨٤٣)، وأبو داود (٩٥) من طريق شريك بن عبد الله النَّخَعي، عن عبد الله ابن عيسى، عن عبد الله بن جبر، عن أنس قال: كان النبيُّ يتوضأ بإناء يكون رطلين، ويغتسل بالصَّاع، وإسنادُه ضعيف لسوء حفظ شريك. ومن طريق شريك أيضًا بإسناده هذا أخرجه أحمد (١٢٨٣٩)، والترمذي (٦٠٩) مرفوعًا بلفظ: "يُجزئُ في الوضوء رطلان من ماء". قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفُه إلا من حديث شَريك على هذا اللفظ.
وروى سفيان الثوري - كما في "مسند" أحمد (١٣٧٨٨) - عن عبد الله بن عيسى، عن جبر بن عبد الله، عن أنس مرفوعًا: "يكفي أحدكم مُدٌّ من الوضوء". وقوله: جبر بن عبد الله، خطأ قديم في نُسَخ "المسند"، نبَّه عليه ابن حجر في "الأطراف" ١/ ٣٤٣، والصواب: عبد الله بن عبد الله بن جبر.
وسيأتي الحديث من طريق عبد الله بن المُبارك، عن شعبة به، برقم (٢٢٩)، وسيتكرَّر سندًا ومتنًا برقم (٣٤٥).
قوله: المَكُّوك؛ قال ابن الأثير في "النهاية": أراد بالمَكُوك المُدَّ، وقيل: الصَّاع، والأول أشبه، لأنه جاء في حديث آخر مفسَّرًا بالمُدّ. والمَكَاكيّ: جمع مَكُّوك على إبدال الياء من الكاف الأخيرة، والمَكُّوك اسمٌ للمكيال، ويختلف مقدارُه باختلاف اصطلاح الناس عليه في البلاد، ومنه حديث ابن عباس في تفسير قوله تعالى: ﴿صُوَاعَ الْمَلِكِ﴾ قال: كهيئة المَكُّوك، وكان للعباس مثلُه في الجاهلية يشربُ به.
(١) فوق الكلام في (م) إشارة إلى نسخة: غسل ذراعه وجعل يدلُكُها.