قال الحافظ: والذي يترجَّح في نظري أنَّ الصواب مع النسائي؛ لأنَّ مسلمًا لمَّا روى الحديث من طريق أبي داود عن شعبة قال في آخره قال شعبة: كان بلغني هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير أنه كان يزيد في هذا الإسناد وفي هذا الحديث: "عليكم برخصة الله التي رخَّص لكم" فلمَّا سألته لم يحفظه. قال الحافظ: والضمير في سألت" يرجع إلى محمد بن عبد الرَّحمن شيخ يحيى؛ لأن شعبة لم يلق يحيى، فدل على أنَّ شعبة أخبر أنَّه كان يبلغه عن يحيى، عن محمد بن عبد الرَّحمن، عن محمد بن عمرو عن جابر في هذا الحديث زيادة، ولأنَّه لمَّا لقي محمد بن عبد الرَّحمن شيخ يحيى سأله عنها فلم يحفظها. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (٧٢٨) وسألت أبي عن حديث رواه الوليد قال: حدَّثني الأوزاعي، قال: حدثني يحيى، عن محمد بن عبد الرَّحمن بن ثوبان عن جابر … فذكره بتمامه. قال أبي: هذا خطأ، إنما هو محمد بن عبد الرَّحمن بن أسعد بن زرارة، عن جابر، عن النبي ﷺ. لكن نقل الحافظ في "التلخيص الحبير" ٢/ ٤٤٨ عن ابن القطان قوله في الزيادة: إسنادها حسن متصل. ثم قال: قال ابن القطان هذا الحديث يرويه عن جابر رجلان، كلٌّ منهما اسمه محمد بن عبد الرَّحمن، ورواه عن كلٍّ منهما يحيى بن أبي كثير، أحدُهما ابن ثوبان، والآخر =