(٢) ضعيف مرفوعًا، وقد اختُلِفَ في رَفْعِه ووَقْفِه كما سيأتي بيانُه، ورفْعُه غير ثابت فيما قاله البخاري في "التاريخ الأوسط" ١/ ١٣٤، ونقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" ١/ ٣٤٨، وكذا قال أبو حاتم كما في "العلل" لابنه ١/ ٢٢٥، والدارقطني في "علله" ١٥/ ١٩٤، وصوَّب وَقْفَه المصنِّفُ في "السنن الكبرى" بإثر الحديث (٢٦٦١). ومال إلى تصحيح رَفْعِه - عملًا بظاهر بعض الأسانيد - جماعةٌ، منهم الخطَّابي في "معالم السنن" ٢/ ١٣٤، وعبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" ٢/ ٢١٤، وابن القطَّان في "بيان الوهم والإيهام" (٢٦٢٦). وقد روى هذا الحديث يحيى بن أيوب، فاختُلِفَ عليه، ورواه عنه الليث - وهو ابن سعد - فاختُلِفَ عليه أيضًا: فرواه سعيد بن شُرحبيل - كما هنا وفي "السنن الكبرى" (٢٦٥٢) - عن الليث، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر - وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم - عن سالم، عن أبيه، عن حفصة مرفوعًا. وخالفه شعيب بن الليث، فرواه - كما في الرواية التالية - عن الليث، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن الزُّهري عن سالم عن ابن عمر عن حفصة مرفوعًا. فزاد الزُّهريَّ بين عبد الله بن أبي بكر وسالم. ورواه أشهب - وهو ابن عبد العزيز كما في الرواية (٢٣٣٣) - وعبد الله بن وهب - عند عند أبي داود (٢٤٥٤) - وسعيد بن أبي مريم - عند الترمذي في السنن (٧٣٠)، و "العلل الكبير" ١/ ٣٤٨ - ثلاثتهم عن يحيى بن أيوب بمثل إسناد، سابقه، أي بزيادة الزُّهري بين عبد الله بن أبي بكر وسالم. وقال أشهب في روايته: عن يحيى بن أيوب وآخر. قال الترمذي عقبه في "السنن": حديث حفصة حديث لا نعرفه مرفوعًا إِلَّا من هذا الوجه، وقد رُويَ عن نافع عن ابن عمر قوله، وهو أصحُّ، وهكذا أيضًا رُوي هذا الحديث عن الزهري موقوفًا، ولا نعلم أحدًا رفعه إلا يحيى بن أيوب. =