للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عهدِ رسولِ الله في غَنَمٍ لي، فجاءني رجلان على بعير، فقالا: إِنَّا رسولا رسولِ الله إليك لِتُؤدِّيَ صدقة غَنَمِك، قال: قلتُ: وما عليَّ فيها؟ قالا: شاة، فأَعْمِدُ إلى شاةٍ قد عرفتُ مكانَها ممتلئةً مَحْضًا وشَحْمًا، فأخرجتُها إليهما، فقالا: هذه الشَّافِع - والشَّافِعُ الحائل (١) - وقد نهانا رسولُ الله أن نأخُذَ شافعًا، قال: فأَعْمِدُ إلى عَنَاقٍ مُعْتاط - والمُعْتاط التي لم تلد ولدًا وقد حانَ ولادُها - فأخرجتُها إليهما، فقالا: ناوِلْنَاهَا، فرفعتُها إليهما، فجعلاها معَهما على بعيرِهما، ثم انطلقا (٢).

٢٤٦٣ - أخبرنا هارونُ بنُ عبدِ الله قال: حدَّثنا رَوْحٌ قال: حدَّثنا زكريا بن إسحاقَ


(١) كذا في النسخ الخطية، وعليها شَرَحَ ابن الأثير في "جامع الأصول" (٢٦٧٧) فقال: الحائل: التي مرَّ عليها زمن الحمل ولم تحمل، يقال: حالت الناقةُ والشاةُ حِيالًا فهي حائل، وذلك إذا طرقها الفحل فلم تحمل، وجاء هذا الكلام في هامش (م)، وجاء نحوه في هامش (هـ) عن "مجمع البحار". لكنها في نسخة السِّندي: الحابل، بالباء الموحَّدة، فقد شرحَ عليها بقوله: أي الحامل، وهي كذلك في "مسند" أحمد (١٥٤٢٦).
(٢) إسناده ضعيف، مسلم بنُ ثَفِنَة - والصواب فيه: ابن شعبة كما سيأتي - تفرَّد بالرواية عنه عَمرو بنُ أَبي سفيان كما ذكر الذهبي في "ميزان الاعتدال" وقال: لا يُعرف. وبقية رجاله ثقات. عَمرو بن أبي سفيان: هو ابن عبد الرحمن الجُمحي، وسَعْر - المذكور في الحديث - هو ابن سَوَادة أو ابن دَيْسَم، مخضرم، قيل: له صحبة. كذا في "التقريب".
وأخرجه أحمد (١٥٤٢٦)، وأبو داود (١٥٨١) من طريق وكيع، بهذا الإسناد، وقال أحمد بإثره: كذا قال وكيع: مسلم بن ثَفِنَة؛ صَحَّفَ، وقال رَوْح: بن شعبة، وهو الصواب. انتهى.
وسيأتي من رواية روح في الحديث بعده.
وثمة اختلافٌ فيه على عَمرو بن أبي سفيان، ينظر في التعليق على حديث "مسند" أحمد المذكور آنفًا.
قوله: "على عِرافَةِ قومه"، أي: القيام بأمورهم ورياستهم، أنْ يُصَدِّقَهم" أي: يأخذ منهم الصَّدَقات، "لِنَشْبُرَ" من: شَبَرْتُ الثوبَ أشْبُرُهُ (يعني قِسْتُهُ بالشِّبْر) كـ "نَصَرَ"، "شِعْب": وادٍ بين جَبَلَيْن، "ممتلئة مَحْضًا وشَحْمًا" أي: سمينة كثيرة اللبن والمَحْضُ: اللَّبَن. قاله السِّندي.