وأخرجه أحمد (١٩٦٦٧) عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد، ولفظه: كان رسول الله ﷺ إذا جاءه السائل أو ذو الحاجة قال: "اِشْفَعُوا تُؤْجَرُوا. . ." وقال: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضًا" وقال: "الخازنُ الأمينُ الذي يُؤدِّي ما أُمِرَ به طيِّبةً به نفسُه أحد المتصدّقين". وسيأتي قوله: "المؤمن للمؤمن. . ."، "والخازن الأمين. . ." من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به، برقم (٢٥٦٠). وأخرجه البخاري (٦٠٢٧)، وابن حبان (٥٣١) من طريقين عن سفيان الثوري، به. ووقع عند ابن حبان: عن ابن أبي بُرْدَة، عن أبيه، عن أبي موسى؛ قال ابن حبان: أرادَ به ابنَ ابن أبي بُرْدَة، وهو بُرَيْد بنُ عبد الله بن أبي بُرْدَة بن أبي موسى الأشعري. انتهى كلامه والمرادُ بقوله: "عن أبيه" (في رواية ابن حبان هذه) جدُّه أبو بُرْدَة بن أبي موسى الأشعري ﵁. وأخرجه أحمد (١٩٥٨٤) و (١٩٧٠٦)، والبخاري (١٤٣٢) و (٦٠٢٨) و (٧٤٧٦)، ومسلم (٢٦٢٧)، وأبو داود (٥١٣١) و (٥١٣٣)، والترمذي (٢٦٧٢) من طرق عن أبي بُرْدَة بن عبد الله، به. وعند أحمد وأبي داود (٥١٣١): عن بُريد بن أبي بُرْدَة، عن أبيه. والمراد بقوله: "عن أبيه" جدُّه أبو بُردة، كما سلف في رواية ابن حبان. قال السِّنديّ: قوله: "اِشفَعُوا تُشَفَّعوا" على بناء المفعول من التَّشفيع، أي: تُقْبَل شفاعتُكم أحيانًا، فتكون سببًا لقضاء حاجة المُحتاج، فإنْ قَصَدْتُم ذلك يكون لكم أجرٌ على الشفاعة. (١) جاء في هامش (ك) أنه ضُرب في بعض النسخ على قوله: "أن رسول الله ﷺ " ليكون من قول معاوية ﵁. قال السِّنديّ: اللفظُ صريحٌ في الرَّفع، لكن السَّوْقَ يقتضي أَنَّ قولَه: إِنَّ الرجلَ لَيَسْأَلُني. . . إلخ من قول معاوية، وإنما المرفوع: "اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا" وهو الموافق لِما في بعض روايات أبي داود، وهو مقتضى سَوْق روايته المشهورة، وسَوْقُها أقوى في اقتضاء الوقف، والله تعالى أعلم. انتهى كلامه. قلت: الظاهر أن المرفوع منه هو قوله: "اشفعوا تؤجروا" كما سيأتي. (٢) في (م): إنَّ.