قال السندي: قوله: "إذا رأيتموه قد ارتحل فارتحِلوا" أي: ارتحلوا معه مُلَبِّين بالعمرة، ليَعلَم أنكم قدَّمتُم السُّنَّة على قوله، وأنه لا طاعةَ له في مُقابلة السُّنَّة. "فلم يَنْهَهم" أي: بعد أنْ سبق بينه وبين عليٍّ ما سبق، وعلم أن عليًّا وأصحابَه ما انتهوا عن ذلك بقوله، وقيل: هذا رجوعٌ من عثمان عن النَّهي عن المتعة، ويُبعده آخر الحديث. "أُخْبَر" على بناء المفعول، وكأنّ عليًّا أراد أن يُعيد معه معه الكلام ليَرجعَ عن النَّهي، والحاصل أن عمر وعثمان ﵄ كانا يَريان أن التمتُّعَ في وقته ﷺ كان بسبب من الأسباب، وتَرْكُه، أفضل، وعليّ كان يراه أنه السنة أو أفضل، والله تعالى أعلم. (١) حديث صحيح، رجاله ثقات، غير محمد بن عبد الله بن الحارث، فقد روى عنه الزُّهري وعمر بنُ عبد العزيز، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. اهـ. وقد توبع، قتيبة: هو ابن سعيد، وابنُ شهاب: هو محمد بنُ مُسلم الزُّهري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٣٧٠٠). =