للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٧٣٤ - أخبرنا قُتيبة، عن مالك، عن ابن شِهاب، عن محمدِ بن عبدِ الله بن الحارثِ بن نَوْفَلِ بن الحارثِ بن عبدِ المطَّلب، أنَّه حدَّثه

أَنَّه سَمِعَ سعدَ بنَ أبي وقَّاص والضَّحَّاكَ بنَ قيس عامَ حَجَّ معاويةُ بنُ أبي سفيان وهما يَذْكُرَانِ التَّمَتُّعَ بالعُمرة إلى الحجِّ، فقال الضَّحَّاك: لا يصنعُ ذلك إلا مَنْ جَهِلَ أمْرَ اللهِ تعالى، فقال سعد: بئسما قلتَ يا ابنَ أخي، قال الضَّحَّاك: فإنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّاب نَهَى عن ذلك، قال سعد: قد صَنَعَها رسولُ الله ، وصَنَعْناها معه (١).


= وأخرج أحمد (٤٣١) و (٤٣٢) و (٧٥٦)، ومسلم (١٢٢٣): (١٥٨) من طريق شعبة، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق قال: كان عثمان ينهي عن المُتعة، وكان عليّ يأمر بها، فقال عثمان لعليّ كلمة، ثم قال عليّ: لقد علمتَ أنَّا قد تمتَّعنا مع رسول الله ، فقال: أجل، ولكنّا كنَّا خائفين. (لفظ مسلم). قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٣/ ٤٢٥ في قوله: ولكنا كنا خائفين: هي رواية شاذّة، فقد روى الحديث مروان بن الحكم وسعيد بن المسيب، وهما أعلم من عبد الله بن شقيق، فلم يقولا ذلك، والتمتعُ إنما كان في حجة الوداع، وقد قال ابن مسعود كما ثبت عنه في الصحيحين: كنَّا آمنَ ما يكون الناس.
قال السندي: قوله: "إذا رأيتموه قد ارتحل فارتحِلوا" أي: ارتحلوا معه مُلَبِّين بالعمرة، ليَعلَم أنكم قدَّمتُم السُّنَّة على قوله، وأنه لا طاعةَ له في مُقابلة السُّنَّة. "فلم يَنْهَهم" أي: بعد أنْ سبق بينه وبين عليٍّ ما سبق، وعلم أن عليًّا وأصحابَه ما انتهوا عن ذلك بقوله، وقيل: هذا رجوعٌ من عثمان عن النَّهي عن المتعة، ويُبعده آخر الحديث. "أُخْبَر" على بناء المفعول، وكأنّ عليًّا أراد أن يُعيد معه معه الكلام ليَرجعَ عن النَّهي، والحاصل أن عمر وعثمان كانا يَريان أن التمتُّعَ في وقته كان بسبب من الأسباب، وتَرْكُه، أفضل، وعليّ كان يراه أنه السنة أو أفضل، والله تعالى أعلم.
(١) حديث صحيح، رجاله ثقات، غير محمد بن عبد الله بن الحارث، فقد روى عنه الزُّهري وعمر بنُ عبد العزيز، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. اهـ. وقد توبع، قتيبة: هو ابن سعيد، وابنُ شهاب: هو محمد بنُ مُسلم الزُّهري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٣٧٠٠). =