للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٠٨٦ - أخبرنا محمدُ بنُ عليِّ بن الحَسَن بن شَقِيقٍ قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا الحسين بنُ واقد، عن عَمْرِو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس

أنَّ عبدَ الرَّحمن بنَ عوف وأصحابًا له أتَوُا النبي بمكَّة، فقالوا: يا رسولَ الله، إِنَّا كُنَّا (١) في عِزٍّ ونحن مشركون، فلمَّا آمَنَّا صِرْنا أَذِلَّةً، فقال: "إِنِّي أُمِرْتُ بالعَفْو، فلا تُقاتِلُوا". فلمَّا حَوَّلَنا اللهُ إلى المدينة، أُمِرَ (٢) بالقتال، فكَفُّوا، فأنزلَ الله ﷿: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ (٣) [النساء: ٧٧].

٣٠٨٧ - أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى قال: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ قال: سمعتُ مَعْمَرًا (٤)، عن الزُّهْريِّ قال: قلتُ: عن سعيد؟ قال: نعم، عن أبي هريرة. ح: وأخبرنا أحمدُ بنُ عَمْرِو بن السَّرْح والحارثُ بنُ مسكينٍ قراءةً عليه وأنا أسمع - واللَّفظ لأحمد - قالا: حدَّثنا ابن وَهْب، عن يونُس، عن ابن شِهاب، عن ابن المُسيِّب


(١) لفظة: كنَّا، ليست في (ك).
(٢) في (ر) و (هـ) والمطبوع: أمرنا، وضُرب على "نا" في (م).
(٣) الحُسين بن واقد قال فيه الإمام أحمد وأبو زُرْعَة والنَّسائي وأبو داود: لا بأس به، ووثقه ابن معين، لكن نقل عبدُ الله بنُ أحمد عن أبيه قوله: ما أَنْكَرَ حديث حُسين بن واقد!، وقال ابن حبان في "الثِّقات" ٦/ ٢٠٩: ربما أخطأ في الروايات. وقال الحافظ ابن حجر: ثقة، له أوهام. اهـ. وفي هذا الخبر غرابة، والأشبه بسياق الآية أن تكون في وصف المنافقين لقوله بعده حكاية عنهم: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ﴾ قال القرطبي في تفسير هذه الآية: معاذَ اللهِ أنْ يَصْدُرَ هذا القولُ من صحابيّ كريم يعلمُ أنَّ الآجالَ محدودةٌ والأرزاقَ مقسومة … وينظر تتمة كلامه، ونقلَ ابن عطيَّة في "المحرَّر الوجيز" ٢/ ٧٩ عن المَهْدَويّ أنَّ الآية نزلت في المنافقين؛ قال ابن عطيَّة: ويُحَسِّنُ هذا القولَ أنَّ ذِكر المنافقين يطَّردُ فيما بعدها من الآيات. انتهى كلامه. وبقية رجاله ثقات. عكرمة: هو مولى ابن عباس، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (٤٢٧٩) و (١١٠٤٧).
(٤) بعدها في (ر) و (م): يُحَدِّثُ.