للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: حدَّثنا أبو يَعْفُور، عن أبي الضُّحَى قال: تذاكَرْنا الشَّهر عنده، فقال بعضُنا: ثلاثين، وقال بعضُنا: تسعًا وعشرين. فقال أبو الضُّحى:

حدَّثنا ابن عباس قال: أصبَحْنا يومًا ونساء النبي يبكينَ؛ عند كلِّ امرأة منهنَّ أهلُها، فدخلتُ المسجدَ فإذا هو ملآنُ (١) من النَّاس، قال: فجاء عُمر ، فصعد إلى النبيِّ وهو في عُلِّيَّةٍ له، فسَلَّمَ عليه، فلم يُجِبْهُ أحد، ثم سَلَّمَ، فلم يُجِبْهُ أحد، ثم سَلَّمَ، فلم يُجِبْهُ أحد، فرَجَع، فنادى بلالٌ، فدخلَ على النبيِّ (٢)، فقال: أطلَّقْتَ نساءَك؟ فقال: "لا، ولكنِّي (٣) آلَيْتُ منهنَّ شهرًا". فمكَثَ تسعًا وعشرين، ثم نزلَ، فدخَلَ على نسائه (٤).


(١) في هامشي (ك) و (هـ): ملأى، وضبب عليها في (ك). وفي (م): مليء، وفوقها: ملآن، وعليها علامة الصحة.
(٢) يعني: فنادى بلالٌ عُمرَ، فدخل عمر على النبيّ … ووقع في (ك) و (هـ) والمطبوع: بلالًا.
(٣) في هامش (ك): ولكن (نسخة).
(٤) إسناده صحيح، أبو يَعْفور: هو عبد الرَّحمن بنُ عُبيدِ بن نِسْطاس، وأبو الضُّحى: هو مُسلم بن صُبَيْح. وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٥٦٢٠).
وأخرجه البخاري (٥٢٠٣) عن علي بن عبد الله، عن مروان بن معاوية، بهذا الإسناد، وفيه: فناداه، فدخل على النبي … قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٩/ ٣٠٢ كذا في جميع الأصول التي وقفتُ عليها من البخاري بحذف فاعل "فناداه"، فإن الضمير لعمر، وهو الذي دخل، وقد وقع ذلك مبيَّنًا في رواية أبي نعيم، ولفظه بعد قوله فسلّم: فلم يجبه أحد، فانصرف، فناداه بلال، فدخل، ومثلُه للنسائي، لكن قال: فنادى، بلال، بحذف المفعول، وهو الضمير في رواية غيره.
وينظر ما سلف بالأرقام (٢١٣٢) - (٢١٣٤).
قوله: "في عُلِّيَّةٍ" بضمِّ العين وكسرها وكسر اللام المشدَّدة وتشديد الياء؛ أي: غُرفة.
"آلَيتُ" أي: حلفتُ من الدُّخول عليهنّ، وهذا ليس من باب الإيلاء المؤدِّي إلى الطلاق =