للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثم قال: "أبْصِرُوهُ، فإنْ جاءَتْ به أبيضَ سَبِطًا فَضِيءَ العَيْنَيْنِ فهو لهلالِ بن أُميَّة، وإنْ جاءَتْ به أَكْحَلَ جَعْدًا (١) حَمْسَ (٢) السَّاقَيْنِ فهو لشَرِيكِ بن السَّحْمَاء". قال: فأُنْبِئْتُ أنَّها جاءَتْ به أَكْحَلَ جَعْدًا حَمْسَ السَّاقَيْن (٣).


(١) فوقها في (م): أجعد (نسخة).
(٢) في (ر) و (هـ) وفوقها في (م): أحمش (في الموضعين).
(٣) إسناده صحيح إسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه وعبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي، وهشام: هو ابن حسَّان، ومحمد: هو ابن سِيرِين، والحديث في "السُّنن الكبرى" برقم (٥٦٣٣).
وأخرجه مسلم (١٤٩٦) عن محمد بن المثنَّى، عن عبد الأعلى؛ بهذا الإسناد.
وتابع عبدَ الأعلى بنَ عبد الأعلى في روايته عن هشام بن حسان بهذا الإسناد كلٌّ من وَهْب ابن جرير كما في "مسند" أحمد (١٢٤٥٠)، ومخلد بن حسين كما سيأتي في الرواية بعده، وأبو حاتم محمد بن إدريس كما في "السُّنن الكبرى" للبيهقي ٧/ ٤٠٥ - ٤٠٦، رَوَوْه كلُّهم عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد.
وخالفهم محمد بن إبراهيم بن أبي عدي - كما في صحيح البخاري (٤٧٤٧) - فرواه عن هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنَّ هلال بن أمية قذف امرأته … قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ٨/ ٤٤٩: منهم من أعلَّ حديث ابن عباس بهذا، ومنهم من حملَه على أنَّ لهشام فيه شيخين، وهذا هو المعتمد، فإن البخاري أخرج طريق عكرمة، ومسلمًا أخرج طريق ابن سيرين.
قوله: "وكان أخا البراء بن مالك لأمِّه" قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ٩/ ٤٤٦: وهو مُشكلٌ؛ فإن أمَّ البراء هي أمُّ أنس بن مالك، وهي أمُّ سُلَيم، ولم تكن سَحْماء ولا تُسمَّى سحماء، فلعلَّ شَريكًا كان أخاه من الرَّضاعة. اهـ.
قال السِّندي: قوله: "سَبِطًا" بفتح فكسر أو سكون، أي: مُسْتَرْسِلَ الشَّعر، "قضيءَ العَيْنَين" بالهمز والمدّ على وزن فَعِيل؛ أي: فاسِدَ العينين بكثرة دمعٍ أو حُمْرَةٍ أو غير ذلك. "أَكْحَلَ" ذا سَواد في أجفان العين خِلْقَةً. "جَعْدًا" بفتح الجيم وسكون العين: الذي شَعره غير سَبِط. "حَمْشَ السَّاقين" يُقال: رجلٌ حَمْشُ السَّاقَيْن وأَحْمَش السَّاقين؛ أي: دَقيقُهما.