وجاء عند أبي داود أنَّ السائلَ امرأةٌ، وأنَّها قالت: … ولولا ذلك لتصدَّقَتْ وأَعْطَتْ، أفيُجزئُ أن أتصدَّقَ عنها؟ فقال النبيُّ ﷺ: "نعم، فتَصَدَّقي عنها". والرجل الذي سأل رسول الله ﷺ يشبه أن يكون سَعْدَ بنَ عُبادة، كما ذكر ابن عبد البَرّ في "التمهيد" ٢١/ ٩٣، وابنُ حجر في "فتح الباري" ٥/ ٣٨٩ بقرينة حديث ابن عباس الآتي برقم (٣٦٥٤). قوله: افتُلِتَتْ نفسُها؛ على بناء المفعول، افتعال من فلتت، أي: ماتَتْ فجأةً، وأُخِذت نفسُها فَلْتَةً، يقال: افتلته، إذا سلبه، وافتُلِتَ فلانٌ بكذا - على بناء المفعول - إذا فُوجئَ به قبل أن يستعدَّ له، ويروى بنصب النفس، بمعنى: افتلتها اللهُ نَفْسَها. قاله السِّندي. ونقل القاضي عياض في "إكمال المعلم" ٣/ ٥٢٤ عن ابن قتيبة أنَّه رواه: اقْتُلِتَتْ، بالقاف، وفسَّرها أنها كلمة تقال لمن مات فجأة. (١) في (ر) و (ك) و (هـ): أخبرنا، والمثبت من (م)، وهو الصواب، فقد ذكر شمس الدين السَّخَاوي في "بغية الراغب المُتَمنِّي" ١١١ أنه كان بين الحارث بن مسكين والنسائي خشونة، فلم يكن يمكِّنه حضورَ مجلسه، فكان يجلسُ في موضع مستترًا منه بحيث يسمع قراءة القارئ ولا يُرى، فلذلك عَدَلَ عن الإتيان بذلك (يعني عدلَ عن قوله: أخبرنا وحدَّثنا فيما يرويه عن الحارث) واقتصر على قوله: الحارث بن مسكين قراءةً عليه وأنا أسمع. ثم قال السَّخاوي: ثم إن ما يقعُ في بعض الأصول من الإتيان بـ "حدَّثنا" ونحوها في بعض ما يرويه عن الحارث؛ الظاهرُ أنه غلطٌ من النُّسَّاخ.