للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خالفه حجَّاج بن محمد، فقال: عن ابن جُرَيجٍ، عن ابن أبي مُلَيكة، عن محمد بن قيس:

٣٩٦٤ - حدَّثنا يوسف بنُ سعيد بن مُسَلَّم المِصِّيصيُّ قال: حدَّثنا حجَّاجٌ، عن ابن جُريجٍ، أخبرني (١) عبد الله بنُ أبي مُليكة (٢)، أنَّه سمِعَ محمد بن قيس بن مَخْرَمةَ يقول:

سمِعْتُ عائشةَ تُحدِّث قالت: ألا أُحدِّثكم عنِّي وعن النبيِّ ؟ قُلنا: بلى. قالت: لمَّا كانَتْ لَيلَتي الَّتي هو عندي - تعني النبيَّ انقلبَ،


= قال السِّندي: قوله: "لمَّا كانت ليلتي التي هو عندي" أي: بليلة من جمل الليالي التي كان فيها عندي. "انقلب": رجع من صلاة العشاء. "إلَّا ريثما ظَنَّ" - بفتح راء وسكون ياء بعدها مثلثة - أي: قَدْر ما ظنَّ. "رُوَيدًا" أي: برفق. "وأجافَه" أي: ردَّه. "وتقنَّعتُ إزاري" كذا في الأصول بغير باء، وكأنَّه بمعنى: لبست إزاري، فلذا عُدِّي بنفسه. "وأحضَرَ" من الإحضار - بحاء مهملة وضاد معجمة - بمعنى: العَدو. "وليس إلَّا أن اضطجعتُ" أي: وليس بعد الدخول منِّي إلَّا الاضطجاع، فالمذكور اسم "ليس"، وخبرها محذوف "عائشُ" ترخيم واختصار، وبه ظهر أنَّه قد يُزاد على الترخيم بالاختصار في الوسط عند ظهور الدليل على المحذوف. "رابية": مرتفعة البطن. "حَشْيا" - بفتح حاء مهملة وسكون شين معجمة مقصور - أي: مرتفع النَّفَس متواتره، كما يحصل للمسرع في المشي. "لَتُخْبِرِنِّي" بفتح لام ونون ثقيلة، مضارع للواحدة، المخاطبة، من الإخبار، فتُكسر الراء هاهنا، وتُفتح في الثاني. "فلهَدَني" بالدال المهملة من اللَّهد: وهو الدفع الشديد في الصدر، وهذا كان تأديبًا لها من سوء الظن. "أن يحيف الله عليك ورسولُه" من الحَيْف، بمعنى: الجَوْر، أي: بأن يدخل الرسولُ في نوبَتِكِ على غيرِكِ، وذكر الله لتعظيم الرسول، والدلالة على أنّ الرسول لا يمكن أن يفعل بدون إذنٍ من الله تعالى، ولو كان منه جورٌ لكان بإذن الله تعالى له فيه، وهذا غير ممكن. وفيه دلالةٌ على أنَّ القَسْمَ عليه واجب، إذ لا يكون تركُه جَوْرًا إلَّا إذا كان واجبًا. "وقد وضعت" بكسر التاء، لخطاب المرأة.
(١) في (هـ): أن.
(٢) بعدها في (هـ): أخبرني.