(٢) إسناده قوي من أجل عثمان الشحام، وباقي رجاله ثقات. عثمان بن عبد الله - شيخ المصنّف -: هو ابن محمد بن خُرَّزاذ، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وهو في "السنن الكبرى" برقم (٣٥١٩). وأخرجه أبو داود (٤٣٦١) عن عباد بن موسى الخُتَّلي، بهذا الإسناد. قال السِّندي: قوله: "وكانت له أمُّ ولد" أي: غير مسلمة؛ ولذلك كانت تجترئ على ذلك الأمر الشنيع. "فيزجرها" أي: يمنعها. "ذاتَ ليلة" يمكن رَفْعُه على أنَّه اسمُ كان، ونَصْبُه على أنَّه خبر كان؛ أي: كان الزمانُ أو الوقتُ ذاتَ ليلة. وقيل: يجوز نَصْبُه على الظرفية؛ أي: كان الأمرُ في ذات ليلة، ثم "ذات ليلة" قيل: معناه: ساعة من ليلة. وقيل: معناه: ليلة من الليالي، والـ"ذات" مقحمة. "فوقعَتْ فيه" قيل: تعدَّى بـ "في"؛ لتضمين معنى الطعن، يُقال: وقع فيه؛ إذا عابَه وذمَّه. "إلى المِغْوَل" - بكسرِ ميمٍ، وسكونِ غَينٍ معجمة، وفتحِ واوٍ - قيل: سيفٌ قصير يشتمل به الرجل تحت ثيابه فيُغطِّيه. وقيل: حديدة دقيقة لها حَدٌّ ماضٍ. "قتيلًا" يستوي فيه التذكير والتأنيث. "لي عليه حَقّ" صفة لرجُل؛ أي: مسلمًا يجب عليه طاعتي وإجابة دعوتي. "يتدَلْدَل" أي: يضطرب في مشيه. "أنَّ دمَها هَدَرٌ" ولعلَّه ﷺ علِمَ بالوحي صِدْقَ قوله. وفيه دليل على أنَّ الذِّمِّيَّ إذا لم يكُفَّ لسانه عن الله ورسوله، فلا ذِمَّة له، فيحلُّ قتْلُه، والله أعلم.