(٢) في (ر) و (م): ذلك لليهودي. (٣) حديث صحيح بغير صحيح بغير هذه السياقة، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنَّ فيه تدليس الأعمش، فقد قال الذهبيُّ في "الميزان": فمتى قال: حَدَّثَنَا، فلا كلام، ومتى قال: عن، تطرَّق احتمالُ التدليس، إلَّا في شيوخ له أكثر عنهم، كإبراهيم، وأبي وائل، وأبي صالح السمان، فإنَّ روايته عن هذا الصِّنف محمولةٌ على الاتصال. قلت: وروايتُه في هذا الحديث عمَّن لم يُكثر عنهم، وهو يزيد بن حيان، وكذا شيخه الآخر لهذا الحديث، وهو ثُمامة بن عقبة، كما ذُكر في تخريجه في "مسند أحمد"، فقد أخرجه أحمد (١٩٢٦٧) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (٣٥٢٩). وقد جاء في إحدى الروايات من حديث عائشة عند البخاري (٥٧٦٥) أن الذي سَحَر النبيَّ ﷺ هو لبيد بن الأعصم رجلٌ من بني زُريق حليف ليهود كان منافقًا. قال الحافظ في "الفتح" ١٠/ ٢٢٦: وبنو زُريق بطنٌ من الأنصار مشهورٌ من الخزرج. ثم حكى عن القاضي عياض قوله: ويحتمل أن يكون قيل له: يهوديٌّ؛ لكونه من حلفائهم، لا أنَّه كان على دينهم. وجاء فيها - أيضًا - أنَّ النبي ﷺ أتى البئرَ حتى استخرجه، وفيه قالت عائشة للنبي ﷺ: أفلا تنشَّرت؟ فقال: "أما واللهِ قد شفاني". وهذا يُخالف ما جاء في هذه الرواية: فأرسل رسولُ الله ﷺ، فاستخرجوها، فجيء بها. قلت: وقد وقع في رواية "المسند" زيادة: فحلَّها، وقد أشرتُ إلى أنها موجودة في النسخة (م)، وأمَّا رواية الصحيح فإنَّه لم يَحْلُلْها. وقد وقع في رواية أخرى عند البخاري (٥٧٦٣) أنَّ النبي ﷺ لم يستخرج مُشاطة السحر، وهذا يخالف رواية البخاري الآنِفة الذِّكر (٥٧٦٥)، والرَّاجح أنَّه استخرجها. وينظر ما قاله الحافظ في "الفتح" ١٠/ ٢٣٤. =