(٢) إسناده صحيح من جهة يحيى بن سعيد: وهو الأنصاري. محمد: هو ابن جعفر المعروف بغُنْدَر، وسَيَّار: هو أبو الحكم العَنَزي. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (٧٧٢٧) و (٨٦٣٧). وأخرجه أحمد (١٥٦٥٣) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأما من جهة سَيَّار، فالوليد بن عبادة بن الصامت مختلف في صحبته. ينظر "الاستيعاب" لابن عبد البر ترجمة (٢٧٠٦)، و"الإصابة" لابن حجر ترجمة (٩٢٢٠ القسم الثاني). وقد بُسِطَ القولُ في هذه الرواية في "المسند"، فليُنظَرْ ثمَّة. وسلف في سابِقِيه. قال السِّندي: "وأَثَرَةٍ علينا" الأَثَرة - بفتحتين - اسم من الاستئثار، أي: وعلى تفضيل غيرنا علينا، ولا يخفى أنه لا يظهر للبيعة عليه وجه؛ لأنه ليس فعلًا لهم، وأيضًا ليس هو بأمر مطلوب في الدين، بحيث يبايَع عليه، وأيضًا عمومه يرفعه من أصله؛ لأنَّ كلَّ مسلم إذا بايع على أن يفضل عليه غيرَه، فلا يوجد ذلك الغير الذي يفضل، وهذا ظاهر، فالمراد: وعلى الصبر على أثرة علينا، أي: بايعنا على أنَّا إن أوثر غيرنا علينا، وضمير "علينا" قيل: كناية عن جماعة الأنصار، أو عامٌّ لهم ولغيرهم، والأول أوجَه، فإنَّه ﷺ أوصى إلى الأنصار "إنَّه سيكون بعدي أثَرَةٌ، فاصبروا عليها" يعني أنَّ الأمراء يفضلون عليكم غيركم في العطايا والولايات والحقوق، وقد وقع ذلك في عهد الأمراء بعد الخلفاء الراشدين، فصبروا. انتهى.