وهو في "السنن الكبرى" برقمي (٧٧٧٦) و (٨٧٠٣). وأخرجه أحمد (٧٨٨٧) من طريق بُرد بن سنان، وأخرجه أيضًا أحمد (٧٨٨٧) و (٧٢٣٩)، وابن حبان (٦١٩١) من طريق الأوزاعي، كلاهما عن الزهري، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري بإثر الحديث (٧١٩٨) فقال: وقال الأوزاعيُّ ومعاوية بن سلَّام: حدَّثني الزهري … فذكره. وأخرجه -ضمن حديث مُطوّل- الترمذي (٢٣٦٩) من طريق شيبان النحوي، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، به. ثم أخرجه الترمذي (٢٣٧٠) من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن النَّبي ﷺ مرسلًا، ولم يذكر أبا هريرة في الإسناد. وسيرد في الرواية التالية من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري. وسيرد في الرواية (٤٢٠٣) من طريق صفوان بن سُلَيم، عن أبي سلمة، عن أبي أيوب الأنصاري. وينظر الاختلاف في إسناده عند الدَّارَقُطْنيّ في "العلل" ٦/ ١١٧ - ١١٨ و ٨/ ٥٧ - ٥٨ و ١١/ ٣٣٧، و"العلل" لابن أبي حاتم (٢٧٩٠)، وفي "فتح الباري" ١/ ٣٨١. قال السِّندي: "إِلَّا وله بطانتان" بطانة الرجل -بكسر الباء-: صاحب سِرِّه، وداخلة أمره. قيل: المراد هاهنا: الملك والشيطان. "لا تألوه": لا تقصره "خبالًا" بفتح الخاء، أي: من جهة الفساد في أمره. قال السيوطي: أي: لا تقصر في إفساد أمره. "فقد وقي" أي: من كل بلاء. "وهو" أي: ذلك الذي وُقي. "من التي تغلب عليه": من الجماعة التي تغلب على بطانة السوء. "منهما": من البطانتين. أو المعنى: "وهو" أي: صاحب البطانتين؛ فإن غلبت عليه بطانة الخير يكون خيِّرًا، وإن غلبت عليه بطانة السوء يكون سيِّئًا، وهذا أظهر، والله أعلم.