ورواه الثوريُّ عن ابن أشْوَع، عن شريح، عن عليٍّ موقوفًا، كما ذكر الدارقطني في "العلل" ٣/ ٢٣٩، وقال: ويشبه أن يكون القولُ قولَ الثوري، والله أعلم. وكذلك أورده البخاري في "التاريخ الكبير" ٤/ ٢٣٠ من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن شريح بن النعمان، به مرفوعًا، وقال: لم يثبت رفعُه. ثم ساقه من طريق أبي نعيم ووكيع عن سفيان الثوري، عن سعيد بن أشْوَع قال: سمعتُ شريح بن النعمان يقول: لا مقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء، سليمة العين والأذن. وأخرجه أحمد (١٠٦١) من طريق علي بن صالح، و (١٠٦١)، والترمذي (١٤٩٨) من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، والترمذي (١٤٩٨) من طريق شريك النخعي، ثلاثتهم عن أبي إسحاق السَّبيعي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وكذلك صحَّحه الحاكم ٤/ ٢٢٤، ووافقه الذهبي. وسيرد في الروايات الثلاث التالية من طرق عن أبي إسحاق، به والروايتان الأخيرتان ليس فيهما قوله: أمرَنا رسولُ الله ﷺ أن نستشرف العين والأذن، وسيأتي هذا لوحده في الرواية (٤٣٧٦) من طريق حُجيَّة بن عدي، عن علي، به. وإسناده حسن. قال السِّندي: قوله: "أن نستَشْرِف العينَ والأُذنَ" أي: نبحث عنهما ونتأمَّل في حالهما، لئلَّا يكون فيهما عيب؛ قال السيوطي في حاشية الترمذي: اختُلِفَ في المراد به، هل هو من التأمُّل والنظر، من قولهم: استشرف؛ إذا نظر من مكان مرتفع، فإنَّه أَمْكَنُ في النظر والتأمُّل. أو: هو تَحرِّي الأشرف، بأن لا يكون في عينه أو أذنه نقص. وقيل: المراد به العُضوَين المذكورَين؛ لأنَّه يدلُّ على كونه أصلًا في جنسه؛ قال الجوهري: أُذنٌ شرفاءُ؛ أي: طويلة، =