للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن عمَّار قال: عَرَّسَ رسولُ الله بأُولات الجيش ومعَه عائشةُ زوجتُه، فانقطعَ عِقْدُها من جَزْع ظِفار (١)، فحُبِسَ النَّاسُ ابتغاءَ (٢) عِقْدِها ذلك حتى أضاءَ الفجر، وليس مع النَّاس ماء، فتغيَّظَ عليها أبو بكر فقال: حَبَسْتِ النَّاسَ وليس معَهم ماء فأنزلَ اللهُ ﷿ رُخصةَ التَّيمُّم بالصَّعيد؛ قال: فقامَ المسلمون مع رسول الله ، فضربُوا بأيدِيهِم الأرضَ، ثم رفعُوا أيدِيَهُم ولم يَنْفُضُوا (٣) من التُّراب شيئًا، فمَسَحُوا بها وُجُوهَهُم وأيْدِيَهُم إلى المَناكب، ومن بُطون أيدِيهِم إلى الآباط (٤).


(١) في النُّسخ الخطية: أظفار، والمثبت من هامش كلٍّ من (ك) و (م) و (هـ) و (يه)، و"السُّنن الكبرى" (٢٩٦)، وينظر ما سيأتي من كلام السِّندي.
(٢) في (ك) و (هـ) و (يه): في ابتغاء.
(٣) في هامش (ك) وفوقها في (م): يقبضوا.
(٤) رجاله ثقات، يعقوب بن إبراهيم: هو ابنُ سعد، وصالح: هو ابنُ كَيْسان، وابنُ شِهاب: هو الزُّهري، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٢٩٦).
وأخرجه أبو داود (٣٢٠) عن محمد بن يحيى بن عبد الله، بهذا الإسناد، وقرنَ به محمدَ بنَ أحمد بن أبي خَلَف. وقال في آخره: زاد ابنُ يحيى في حديثه: قال ابنُ شِهاب في حديثه: ولا يعتبرُ بهذا الناس.
وأخرجه أحمد (١٨٣٢٢) عن يعقوب بن إبراهيم، به.
وقد خالف مالكٌ صالحَ بنَ كَيْسان، فرواه عن ابن شهاب الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله ابن عُتبة، عن أبيه، عن عمَّار، كما سيأتي في الرواية بعدَه، وصحَّحه أبو حاتم وأبو زُرعة.
وخالفَهما ابنُ أبي ذئب ومعمرٌ ويونُسُ، فَروَوْه عن الزُّهْري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن عمَّار، كما في "مسند" أحمد (١٨٨٨٨) و (١٨٨٩١) و (١٨٨٩٣)، وهذا إسناد منقطع، لأن عُبيدَ الله بنَ عبد الله لم يدرك عمَّارًا، كما ذكر المِزِّيّ في "تحفة الأشراف" ٧/ ٤٨١، وذكر في "تهذيب الكمال" ١٩/ ٧٣ أنه عن عمَّار مرسل. وينظر تخريج هذه الروايات الثلاثة في التعليق عليها في "المسند".
وجاء في هذه الروايات ضربةٌ للوجوه، وضربةٌ للأيدي إلى المناكب والآباط، قال ابن عبد البَرّ في "التمهيد" ١٩/ ٢٨٧: أكثرُ الآثار المرفوعة عن عمَّار في هذا الحديث إنما فيها ضربةٌ واحدةٌ للوجه واليدين، وكلُّ ما يُروى في هذا الباب عن عمَّار فمضطرِبٌ مختلَفٌ فيه. =