للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن أبي مالك عبد الله عبد الرَّحمن بن أَبْزَى، عن عبد الرَّحمن بن أَبْزَى قال:

كُنَّا عند عُمر، فأتاهُ رجلٌ فقال: يا أميرَ المؤمنين، ربَّما (١) نمكثُ الشَّهرَ والشَّهرَين ولا نجدُ الماء، فقال عُمر: أمَّا أنا؛ فإذا لم أجدِ الماء لم أكُنْ لأُصلِّيَ حتى أجِدَ الماء، فقال عمَّار بنُ ياسر: أتذكرُ يا أميرَ المؤمنين حيثُ كنتَ (٢) بمكان كذا وكذا ونحن (٣) نَرْعَى الإبلَ، فتعلمُ أنَّا أَجْنَبْنَا؟ قال: نعم. قال (٤): أمَّا أنا فتَمَرَّغْتُ فى التُّراب، فأتَيْنا (٥) النبيَّ ، فضحك، فقال: "إنْ كانَ الصَّعيدُ لَكافِيك"، وضربَ بكفَّيْه إلى الأرض، ثم نَفَخَ فيهما، ثم مسحَ وجهَه وبعضَ ذِراعَيْه فقال: اتَّقِ اللهَ يا عمَّار، فقال: يا أميرَ المؤمنين، إنْ شئتَ لم أذكُره، قال: لا، ولكن نُوَلِّيكَ من ذلك ما تولَّيتَ (٦).


(١) في (م): إنَّما، وفوقها: ربَّما. (ولعلها في (ر): إنَّا ربَّما).
(٢) في (ق): كنَّا، وفي هامشها: كنت (نسخة) وعليها علامة الصِّحَّة.
(٣) لفظ "ونحن" ليست في (ق).
(٤) كلمة (قال) من (ر).
(٥) بعدها في (ر) إلى.
(٦) حديث صحيح دون قوله: وبعضَ ذراعَيه، فالصحيح أنه مسحَ وجهَه وكفَّيه. ورجالُه ثقات غير عبد الله بن عبد الرَّحمن بن أبْزَى، فهو صدوقٌ حسنُ الحديث. عبد الرَّحمن: هو ابنُ مَهْدِيّ، وسفيان: هو الثَّوريّ، وسَلَمة: هو ابنُ كُهَيْل، وأبو مالك: هو غَزْوان الغِفاريّ، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٢٩٨).
وأخرجه أحمد (١٨٨٨) عن عبد الرَّحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (٣٢٢) عن محمد بن كثير العَبْدي، عن سفيان الثوري، به، دون ذكر عبد الله بن عبد الرحمن مع أبي مالك، وفيه أنه مسحَ يدَيه إلى نصف الذِّراع.
وسلف من رواية شعبة، عن سَلَمة، عن ذَرّ، عن ابن عبد الرحمن بن أبْزَى، عن أبيه، بنحوه، برقم (٣١٢)، قال أبو زُرْعة -كما في "العلل" ١/ ١١ (٢) -: حديث شعبة أشبه، غير أن أبا حاتم قال -كما في "العلل" ١/ ٢٣ (٣٤) -: الثوريّ أحفظُ من شعبة. اهـ. وانظر ما بعده.
قوله: "إنْ كان" مخفَّفة من الثقيلة، أي: إنَّ الشأن. قاله السِّندي. وسلف معنى "نولِّيك" في الرواية (٣١٢).