للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٧١١ - أخبرنا محمدُ بنُ سَلَمة قال: أخبرنا ابنُ القاسم قال: حدَّثني مالك، عن أبي ليلى بن عبد الله بن عبد الرَّحمن بنِ سهل عن سهل بنِ أبي حَثْمةَ، أنَّه أخبرَه ورِجالٌ (١) كُبَراءُ من قومه، أنَّ عبدَ الله ابن سهل ومُحَيِّصةً خرجا - يعني (٢) إلى خَيبر - من جَهْدٍ أصابهم، فأُتِيَ مُحَيِّصةُ فأُخبِرَ أنَّ عبدَ الله بنَ سهلٍ قد قُتِلَ وطُرِحَ فِي فَقير أو عَينٍ، فأتى يهودَ فقال: أنتُم - واللهِ - قتلتُموه، قالوا: واللهِ ما قتَلْناه. فأَقبلَ حَتَّى قَدِمَ على قومه فذكرَ لهم، ثُمَّ أقبلَ هو وأخوه حُوَيِّصة - وهو أكبرُ منه- وعبدُ الرَّحمن بن سهل، فذهبَ مُحَيِّصةُ ليتكلَّمَ - وهو الَّذي كان بخيبر - فقال رسول الله لِمُحَيّصةَ: "كَبِّرُ كَبِّرُ" يُريدُ السِّنَّ، فتكلم حُوَيْصةُ، ثُمَّ تكلَّم مُحَيِّصةُ، فقال رسول الله : "إمَّا أن يَدُوا صاحِبَكم، وإمَّا أن


= وسيرد في الرواية التالية من رواية ابن القاسم، عن مالك، عن أبي ليلى بن عبد الله، عن سهل بن أبي حثمة أنَّه أخبره ورجال كُبراء من قومه.
وتنظر الروايات (٤٧١٢ - ٤٧١٩).
قوله: "من جهدٍ"؛ قال السِّندي: أي: تعب ومشقَّة. "في فقير": هو مثل الفقير المقابل للغني، بئرٌ قريبةُ القعر، واسعُ الفم. "فذهَبَ" أي: شرَعَ. "كبِّرْ" أي: قدِّم الأكبر.
"وإِمَّا أن يُؤْذَنوا" الظاهر أنه بفتح الياء من الإذن بمعنى العلم، مثله قوله تعالى: ﴿فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ﴾ [البقرة: ٢٧٩]، وضُبط على بناء المفعول من الإيذان، بمعنى الإعلام، وهو أقرب إلى الخط، والمراد أنهم يفعلون أحد الأمرين إن ثبت عليهم القتل؛ دم صاحبكم المقتول، أو دم صاحبكم القاتل على مذهب من يرى القصاص بالقسامة.
"فوَداه" أي: أعطى دِيتَه؛ دفعًا للنزاع، وإصلاحًا لذات البين، وجَبْرًا لخاطرهم المكسور بقتل قريبهم، وإلا فأهل القتيل لا يستحقُّون إلَّا أن يحلفوا أو يستحلفوا المدَّعى عليهم مع نكولهم، ولم يتحقَّق شيء من الأمرين.
(١) في (ر) و (هـ): رجال من دون واو، وجاء بعدها في (هـ) زيادة من.
(٢) كلمة "يعني" من (ر) و (م).