للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"الحمدُ لله الَّذي أنجى فاطمةَ من النَّار" (١).

٥١٤١ - أخبرنا سليمان بنُ سَلْم البَلخيُّ قال: حدَّثنا النَّضر - هو ابنُ شُمَيلْ - قال: حَدَّثَنَا هشام، عن يحيى، عن أبي سَلَّام، عن أبي أسماء

عن ثوبان قال: جاءت بنتُ هُبيرةَ إلى رسولِ الله وفي يدها فَتَخٌ من ذَهَب، أي: خواتيمُ ضِخام … نحوه (٢).


(١) رجاله ثقات، إلَّا أنَّه اختُلِفَ في إسناده على يحيى بن أبي كثير كما هو مبسوطٌ في "مسند أحمد" (٢٢٣٩٨)، ثم إنَّ في سماع يحيى بن أبي كثير من زيد - وهو ابن سلَّام - خلافًا، والأرجح أنَّه كتابٌ أخذه من معاوية بن سلَّام أخي زيد، كما قال غير واحد من أهل العلم، والتصريح بالتحديث هنا يُحمل على أنَّ زيد بن سلام أجازه أحاديثه، وبلَّغه إجازته أخوه معاوية، فحدَّث يحيى بها عنه قائلًا: حدَّثني، وكان الأكمل أن يقول: إجازةً، كما قال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" ٢/ ٣٧٩. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستُوائي، وأبو سلَّام: هو ممطور الحبشي، وأبو أسماء الرَّحبي: هو عمرو بن مَرْثَد. وهو في "السنن الكبرى" برقم (٩٣٧٨).
وأخرجه أحمد (٢٢٣٩٨) من طريق همام بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وسيرد في الرواية التالية من طريق النضر بن شميل، عن هشام، عن يحيى، عن أبي سلام، به، ليس فيه زيد بن سلام.
وينظر حديث عقبة بن عامر السالف برقم (٥١٣٦).
قال السِّندي: قوله: "يضرب يدها" تعزيرًا لها على ما فعلت من لبس الذهب.
"فانتزعت فاطمة" ظاهر هذا أنَّ السلسلة كانت باقيةً عندها حين كانت هذه القضية، لكن آخر الحديث يدلُّ على أنها باعت قبل ذلك، والأقرب أن يقال: ضمير "في عنقها" لبنت هُبيرة، ولعلَّ تلك السِّلسلة اشترتها بنت هُبيرة حين باعتها فاطمة وكانت في عنقها حينئذ، فرأتها فاطمة، فانتزعت من عنقها لتذكر لها حالها، فتقيس عليها حال الفَتَخ، والله أعلم.
"أيغرُّك" من الغرور؛ أي: يسُرُّك هذا القول، فتصيري بذلك مغرورةً، فتقعي في هذا الأمر القبيح بسببه، والله أعلم.
(٢) رجاله ثقات، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السابقة. وهو في "السنن الكبرى" برقم (٩٣٧٩).