قلتُ: أمَّا رواية همَّام فهي معلولة لانفراد عمرو بن عاصم بذكرها كما بيَّنَّا، وأما رواية أبي عوانة فهي معلولةٌ - أيضًا - لانفراد هلال بن يحيى البصري بذكرها، وهو ضعيف، فبقي الخلافُ بين جرير وهشام، وهشام مُقدَّمٌ في أصحاب قتادة، وقد رجَّح روايته المرسلة كلٌّ من الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" ١/ ٢٣٩، و ٥٤٣، والدارمي في "سننه" (٢٤٥٨)، وأبو حاتم الرازي فيما نقل عنه ابنه في "العلل" ١/ ٣١٣، وأبو داود بإثر الحديث (٢٥٨٥)، والمصنِّف فيما نقل عنه المنذري في "مختصر سنن أبي داود" ٣/ ٤٠٣، وكذا نقل عنه ابن الملقِّن في "البدر المنير" ١/ ٦٣٥، ونقل ابن الملقِّن هذا - أيضًا - عن الدارقطني، وغيرهم. وينظر تتمة الكلام على هذه الرواية في "سنن أبي داود" عقب الحديث (٢٥٨٤). أبو داود شيخ المصنِّف: هو سليمان بن سيف. والحديث في "السنن الكبرى" برقم (٩٧٢٧). وأخرجه أبو داود (٢٥٨٣)، والترمذي (١٦٩١) من طريقين عن جرير بن حازم وحده، بهذا الإسناد، بلفظ: كانت قبيعةُ سيف رسول الله ﷺ من فضة. وهو صحيح بشواهده كما سيأتي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه - بلفظ سابقه - أبو داود (٢٥٨٥) من طريق عثمان بن سعد البصري، عن أنس. وعثمان البصري هذا ضعيف. ويشهد لقوله: كانت قبيعة سيف رسول الله ﷺ من فضة، حديثُ أبي أمامة بن سهل السالف في الرواية السابقة. وحديثُ مرزوق الصَّيقل عند الطبراني في "المعجم الكبير" ٢٠/ (٨٤٤) وغيره، وقال ابن الملقِّن: لا أعلم بهذا السند بأسًا. وأثرُ محمد الباقر عند عبد الرزاق (٩٦٦٣)، وابن سعد في "الطبقات" ١/ ٤٨٧، والإسناد إليه صحيح.