وقد أخرج أحمد (٤٥٤٥)، ومسلم (٦٢٦): (٢٠٠)، وغيرُهما حديثَ ابن عمر من طريق سالم بن عبد الله بن عمر، عنه بنحوه، وله طرق أخرى. وينظر الحديثان بعده. قال السِّنديّ: قولُه: "وُتِرَ أهلَه ومالَه" يُروى بالنَّصب على أنَّ "وُتِرَ" بمعنى: سُلِبَ، وهو يتعدَّى إلى مفعولَين، وبالرَّفع على أنَّه بمعنى "أُخِذَ"، فيكون "أهلُه" هو نائب الفاعل، والمقصود أنَّه ليحذر من فوتها كحذَره من ذهاب أهله وماله … والوجهُ أنَّ المراد أنه حصلَ له من النُّقصان في الأجر في الآخرة ما لو وُزن بنقص الدُّنيا لَمَا وازنَه إِلا نقصانُ مَن نَقَصَ أَهْلَه ومالَه، والله تعالى أعلم، ثم هذا الحديث غيرُ داخل في ترجمة صلاة العصر في السَّفر، بل هذا بحث آخر .. ، والله تعالى أعلم. (١) حديث صحيح، رجاله ثقات، اللَّيث: هو ابن سعد. ومخالفةُ يزيدَ بن أبي حَبيب لجعفر بن ربيعةَ في الرواية قبلَه هي في قوله: عن عِراكِ بن مالك أنه بلغَه أن نوفلَ بنَ معاوية .... وأخرجه الخطيب البغدادي في "الكفاية" ص ٤١٣ - ٤١٤ من طريق المصنِّف، بهذا الإسناد، وقال: الحُكْمُ يُوجبُ القضاءَ في هذا الحديث لجعفر بن ربيعة بثبوت إيصاله الحديثَ؛ لثقتِه وضَبْطِه، وروايةُ اللَّيث ليس تكذيبًا له؛ لجواز أن يكون عِراكٌ بلغَه هذا الحديث عن نوفل بن معاوية، ثم سمعَه منه بعدُ، فرواه على الوجهَين جميعًا، والله أعلم. وينظر الحديث السالف قبله، والآتي بعده.