للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
رقم الحديث:

* ويُفسِّرُ الغريب أحيانًا:

كما في حديث أنس في قصَّة الأعرابي (٥٣) الذي بال في المسجد، قال رسولُ الله : "دَعُوهُ، لا تُزْرِمُوه" … قال النسائي بإثره: يعني لا تَقْطَعُوا عليه.

وكما في حديث ابن مسعود في الاستطابة بحَجَرين (٤٢)، أنه أخذَ الحَجَرين وألقَى الرَّوْثَةَ وقال: "هذه رِكْس". قال النسائي بإثره: الرِّكْسُ: طعام الجن (١).

*ويُعَيِّنُ المُهْمَل (٢):

كما في الحديث (١٤): أخبرنا قتيبةُ قال: حدثنا جعفر، هو ابن سليمان، عن أبي عمران الجوني …

وفي الحديث (١٥): أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: حدثنا يحيى، هو ابن سعيد، عن عبيد الله …

وقد يكون تعيينُ المُهمل آخِرَ الحديث، كما في الحديث (١٧): أخبرنا عليُّ بنُ حُجْر قال: أخبرنا إسماعيل، عن محمد بن عَمْرو … إلخ؛ وجاء في آخر الحديث: قال الشيخ: إسماعيل هو ابن جعفر بن أبي كثير القارئ. اهـ. فإن كان القائلُ ابنَ


(١) وكما في حديث اللِّعان (٣٤٦٩) فسَّرَ قَضِيءَ العَيْنَيْنِ، بأنَّه طويل شعر العينَين، ليس بمفتوح العين ولا جاحظَهما، وفسَّرَ الشِّكال في الخيل في الحديث (٣٥٦٧)، وبشكل عام فإنَّ تفسير الإمام النسائي للغريب في الكتاب قليل، وقد شرحه السيوطي في "زَهْر الرُّبى"، والسندي في حاشية عليه.
(٢) تابعتُ السَّخاوي على هذا القول في "بُغية الرَّاغب المُتَمَنِّي" ص ٦٥، لكن ليس ذلك على إطلاقه، فكثير من الرُّواة تركوا دون تعيين، وتعيينهم في "السنن الكبرى" أكثر منه في هذا الكتاب "المجتبى"، والأمثلة على ذلك كثيرة، وقد يكون التَّعيين من المصنف نفسه، وقد يكون من غيره إن لم يُصرَّح بذلك، ومن جهة أخرى قد يأتي المهمل دون تعيين؛ وبخاصة في موضع يكونُ التعيين فيه ضروريًا لئلا يلتبس بغيره، كما وقع في الحديثين المتتاليين (٣٦٩٤) و (٣٦٩٥) كلاهما من طريق يحيى، عن الأوزاعي، ويحيى في الأوّل منهما هو ابن أبي كثير، وقد عُين فيه، بينما هو في الثاني ابن حمزة، وأهمل فيه، فإهماله في الثاني يُوهم أنه نفسه السالف قبله.

<<  <  ج:
ص:  >  >>