وسلف من طريق عطاء عن جابر برقم (٥٠٤) بذكر صلاة المغرب في اليوم الثاني قُبيل غيبوبة الشَّفَق، وبرقم (٥١٣) بذكر وقت واحد للمغرب في اليومين، وسيأتي برقم (٥٢٦) من طريق وَهْب بن كَيْسان، وبرقم (٥٢٧) من طريق محمد بن عمرو بن حسن، كلاهما عن جابر ﵁. قولُه: وكان الفَيْءُ، أي: الظِّلُّ بعد الزَّوال، قاله السيوطيّ والسِّندي، وقولُه: قَدْرَ الشِّراك؛ قال ابن الأثير في "النهاية" (شرك) ونقله عنه السيوطي في "شرحه": هو أحدُ سُيُور النَّعْل التي تكون على وجهها، وقدرُه هنا ليس على معنى التحديد، ولكنْ زوالُ الشمس لا يَبِينُ إلا بأقلِّ ما يُرى من الظّلّ، وكان حينئذ بمكة هذا القدرَ، والظلُّ يختلفُ باختلاف الأزمنة والأمكنة، وإنما يتبيَّن ذلك في مثل مكة من البلاد التي يقلُّ فيها الظِّلُّ، فإذا كان أطول النهار واستوت الشمس فوق الكعبة؛ لم يُر لشيءٍ من جوانبها ظلّ، فكلُّ بلدٍ يكون أقربَ إلى خطّ الاستواء ومعدَّلِ النهار؛ يكون الظلُّ فيه أقصرَ، وكلَّما بعُد عنهما إلى جهة الشَّمال يكونُ الظلُّ فيه أطول. انتهى. وقوله: حين كان الفَيْءُ قَدْرَ الشِّراكِ وظلِّ الرَّجُل، يعني حين كان ظلُّ كلِّ شيءٍ مثلَه غيرَ ظلِّ الزوال. ينظر "تحفة الأحوذي" ١/ ٤٦٥، وينظر في "النهاية" (قيد) شرح قوله: "قِيدَ الشِّراك".