(٢) إسناده صحيح سفيان: هو ابن عُيينة، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (١٠٠٧) و (٧٩٢٥). وأخرجه مسلم (٢٣٣٣): (٨٧) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد، وفيه: "في مثل صورة الرجل". وأخرجه أحمد (٢٥٢٥٢)، والبخاري (٣٢١٥)، ومسلم (٢٣٣٣): (٨٧) من طرق عن هشام بن عروة به. قوله: سأل الحارث بن هشام … إلخ؛ قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ١/ ١٩: هكذا رواه أكثر الرواة عن هشام بن عروة، فيحتمل أن تكون عائشة حضرت ذلك، وعلى هذا اعتمد أصحابُ الأطراف، فأخرجوه في مسند عائشة، ويحتمل أن يكون الحارث أخبرها بذلك بعد، فيكون من مرسل الصحابة، وهو محكوم بوصله عند الجمهور، وقد جاء ما يؤيّد الثاني، ففي "مسند" أحمد [(٢٥٢٥٣)] و "معجم" البغوي وغيرهما من طريق عامر بن صالح الزُّبيري، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن الحارث بن هشام قال: سألتُ … ، وعامرٌ فيه ضعف، لكن وجدتُ له متابعًا عند ابن منده، والمشهور الأول. انتهى كلامه. وذكره الدارقطني في "العلل" ٨/ ١٥٣ وقال: الصحيح أنه من مسند عائشة. قوله: "في مثل صَلْصَلَةِ الجَرَس"؛ قال السِّندي: أي: يأتيني في صوتٍ مُتدارَك، لا يُدرك في أول الوهلة، كصوت الجَرَس، أي يجيءُ في صورةٍ وهيئةٍ لها مثلُ هذا الصوت، والصَّلْصَلَة: صوت وقوع الحديد بعضه على بعض. فيَفْصِمُ، أي: فيَقْطَعُ عني حاملُ الوَحْيِ الوَحْيَ، وقد وَعَيْتُ عنه؛ أي: أجدُه في قلبي مكشوفًا متبيِّنًا بلا التباس ولا إشكال فيَنْبِذُهُ: فيُلقيه إليّ في صوت إنسان.